jeudi 20 avril 2023

حدود النمذجة : حدود إبستيمولوجية

حدود النمذجة : حدود إبستيمولوجية

1- حدود إبستيمولوجية :
تكشف هذه القراءة الإبستيمولوجية عن حدود النمذجة من جهتين :
- في علاقتها بالواقع :
* النمذجة هي تبسيط لواقع مركب و صياغة صوريا في نسق رمزي و التبسيط هو ما يحقق الفهم و يحافظ على الوضوح فالعالم المنمذج لا يهتم بالواقع و لا يسعى إلى إنتاج معرفة بشأن الواقع في كليته إنما تعكس النماذج واقع المنمذج أي رؤيته للواقع حيث يقول جاروسون : "إننا لا نرى العالم إنما نمثله إن الواقع لا دلالة له في ذاته " .
- تصبح النمذجة إختزالية و التبسيط هو بالضرورة إختزال .
* القول بأن العلم إختزالي بالضرورة يفيد أن العلماء يرجعون الواقع إلى معادلات غير أن المنحى الإختزالي خطير في النمذجة :
- الإختزال يفيد أن المنمذج لا يهتم بالواقع في كليته بل يبعد من أبعاده و هذا يعتبر تضحية بمطلب الكلي .
* تتعامل النمذجة مع الواقع تعاملا هندسيا رقميا فتحجب ما يسمى بالحقيقة الأنطولوجية .
* النموذج يدعي القدرة على تبسيط الواقع لكن إدعاءه سرعان ما يتهاوى فهو لا يوضح ما تعقد إنما يستبدل المعقد بما يفوقه تعقيدا .
* لم يعد هاجس العلم السيطرة على الواقع في كليته : مفهوم الواقع قد تغير فالواقع ليس ماهو معطى بل ما ينشئه العالم وفق جملة من البني و الإنسياق فنظريته للنماذج تتعامل مع الواقع تعاملا جزئيا و إنتقائيا فلا تهتم بوصف الواقع بل تنشئه ذهنيا مما يدفع المنمذج إلى الإهتمام ببعض الخصائص التي تهتم ببحثه و تهمل البقية .
- النموذج لا يدعى تمثيل الواقع بل يكتفي بإستخلاص بعض الخصائص فهو ينتقي بعض مظاهر الواقع و يهمل أخرى و هذا تفقير للواقع .
- الإفراط في ألأختزال حول العلم إلى لغة مجازية و سطحية .


0 commentaires

Enregistrer un commentaire