إنتاج كتابي حول تزيين القسم
في إحدى استراحات المدرسة المشرقة، أعلن المدير عن مسابقة مثيرة بعنوان "أجمل قسم دراسي". كانت هذه المسابقة فرصة رائعة للتلاميذ لإظهار إبداعاتهم والتفوق في تنظيم الصفوف. سرت موجة من الحماس بيننا، وقررنا أن نشارك في هذه المسابقة ونبذل قصارى جهدنا لتحقيق الفوز.
بدأنا التخطيط لمهامنا بحماس، فكل واحد منا كان له دور محدد. دخلنا قسمنا، الذي كان بحاجة إلى لمسة من التغيير، وأخذنا نعمل بتنظيم. قسمت الفرق بين الفتيات والفتيان، كل منهم يحمل مهمة معينة. الفتيات أبدعن في ترتيب الرفوف وتنظيم الكتب بطريقة جمالية، حيث علقت بعضهن لوحات فنية جميلة على الجدران. بينما قام الفتيان بجلب الأغطية الملونة للطاولات، مما أضاف لمسة من البهجة إلى القسم.
لم ننسَ تنظيف الأرضيات، فقد تولى مجموعة من الفتيان تنظيفها بالماء والصابون حتى أصبحت تلمع. في الوقت نفسه، بدأت مجموعة أخرى بتعليق الأشرطة الملونة والزينة على الأسقف، مما جعل المكان يبدو أكثر حيوية. جلبنا أواني الزهور ووضعناها على حافة النوافذ، مما أضفى لمسة من الطبيعة على أجواء القسم. أما عملية طلاء الجدران، فكانت من نصيب مجموعة أخرى من التلاميذ، الذين اختاروا ألوانًا زاهية لتجعل المكان يبدو أكثر إشراقًا.
مع مرور الوقت، بدأ القسم يتحول إلى لوحة فنية رائعة، حيث تزاوجت الألوان والتفاصيل لتشكل مشهدًا بديعًا. شعرنا بفرحة غامرة ونحن نرى جهودنا تتجلى في كل ركن من أركان القسم. كانت الروح الجماعية والتعاون بيننا من أبرز ملامح هذا العمل، مما جعل التجربة أكثر قيمة من مجرد الفوز بالمسابقة.
في اليوم التالي، دخل المدير إلى القسم ليقوم بتقييم الأقسام الدراسية المشاركة في المسابقة. كان وجهه يشرق بالدهشة والإعجاب عندما رأى قسمنا. بعد أن ألقى نظرة شاملة، أعلن بفخر أن قسمنا هو الفائز بلقب أجمل قسم دراسي في المدرسة. امتلأ قلبنا بالسعادة والفخر، ولم يكن هناك أجمل من رؤية ابتسامات المعلمين وهم يشيدون بجهودنا وتعاوننا.
هذا الانتصار لم يكن مجرد جائزة، بل كان رمزًا للعمل الجماعي وروح الفريق التي تجسدت في قسمنا. تعلمنا من خلال هذه التجربة أن العمل معًا بإخلاص يمكن أن يحول أي تحدٍ إلى نجاح، وأن القيم التي نلتزم بها هي التي تجعلنا نتميز.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire