شرح نص وثنية الرؤية في الإعلام
التقديم :
النص هو مقطع من مقال كتب بواسطة محمد كردي، والذي نُشر في مجلة "فصول" في العدد 62 سنة 2003. يعالج النص موضوع "وثنية الرؤية في الإعلام" حيث يسلط الضوء على كيفية تأثير وسائل الإعلام، وخاصة التلفزيون، على إدراكنا للعالم. محمد كردي، كاتب ومفكر معروف، يتناول في هذا المقال كيف أن الإعلام المعاصر يمكن أن يحول الوهم إلى حقيقة من خلال تأثير الصورة المباشرة وتكرار الرسائل الإعلامية.
الموضوع :
يعالج الكاتب في النص موضوع "وثنية الرؤية في الإعلام" حيث يسلط الضوء على كيفية تأثير وسائل الإعلام، وخاصة التلفزيون، على إدراكنا للعالم.
الوحدات : ( البنية الحجاجية )
1- المقدمة - توضيح الفكرة العامة : من البداية إلى كلمة "المعاصرة"
2- تقديم الحجة - الفرق بين الوثنية القديمة والجديدة : من "مع ذلك" إلى "الوسيلة والحق والبرهان"
3- تقديم الدليل - تأثير الإعلام على الرؤية : من "ولكن حذار" إلى "يمكن للآخر أن يختفي تماما"
4- عرض النتائج - تأثير النرجسية الإعلامية : من "لا جَرَمَ إذن" إلى "أو مهيمن"
5- الخاتمة - تساؤلات أخلاقية : من "ومصداقا لذلك" إلى نهاية النص
الإجابة عن الأسئلة :
لنتفهم معا :
1- الإجابة عن هذا السؤال هي مقاطع النص .
2- في النص، يوضح الكاتب كيف أن وسائل الإعلام، وخاصة التلفزيون، لديها القدرة على تحويل الوهم إلى حقيقة. يشير الكاتب إلى أن الصورة في الإعلام المعاصر تكتسب قداستها من حضورها المباشر، مما يجعلها مرجعًا للحقيقة بغض النظر عن مصداقيتها. هذا يعني أن ما يعرض على الشاشة يُعتبر حقيقيًا بسبب التأثير القوي للصورة، وليس بسبب تمثيله للواقع الفعلي. الإعلام يعرض لنا عالماً متخيلاً من خلال صور ورسوم تفقد مصداقيتها عند اعتبارها تمثيلاً دقيقاً للعالم. كما أن الإعلام يعيد صياغة الأحداث والشخصيات عن طريق التركيز الإعلامي وتسليط الأضواء عليها، حيث تتحول الشخصيات إلى رموز نمطية تشير إلى توجهات سياسية أو اجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، يميل الإعلام إلى التعميم والتضخيم باستخدام الإكليشيهات، ما يخلق صورًا نمطية تُختزل فيها الأفكار، مما يجعلها تُقبل كحقائق. تُستبدل أيضًا الأحداث الحقيقية برموز أو صور تقنية، مثل تصوير مسار صاروخ بدلاً من الدمار الفعلي، مما يُعزز من قبول الجمهور لهذه الأحداث كحقيقة. عبر هذه الوسائل، تستطيع وسائل الإعلام تحويل الوهم إلى حقيقة من خلال التأثير المباشر للصورة وإعادة صياغة الأحداث بطرق تجعل من الصعب التمييز بين الواقع والوهم.
4-"الإعلام يأخذ عن الإعلام" يعبر عن ظاهرة يتم فيها تداول المعلومات وتكرارها بين وسائل الإعلام المختلفة دون تقديم محتوى جديد أو متنوع. يمكن تلخيص المخاطر التي تواجه المتلقي في هذه الحالة على النحو التالي:
1. تكرار نفس الرسائل والمحتوى:
- يؤدي إلى خلق بيئة إعلامية مغلقة ومكررة حيث يتم إعادة نفس المعلومات والصور دون إضافة جديدة أو تحليل معمق. هذا يحرم المتلقي من الاطلاع على وجهات نظر مختلفة أو معلومات جديدة.
2. تعزيز الصور النمطية:
- يساهم في ترسيخ الصور النمطية والإكليشيهات، حيث تُقدم القضايا بشكل مبسط وسطحية. يؤدي هذا إلى تحجيم فهم المتلقي للواقع وتقليل قدرته على التفكير النقدي والتحليلي.
3. تقليص التحقق من الحقائق:
- يقلل من دقة التحقق من الحقائق، حيث يتم تداول معلومات غير دقيقة أو مشوهة دون تمحيص. عندما تعتمد وسائل الإعلام على بعضها البعض كمصدر، يمكن أن تنتشر الأخطاء والمعلومات المضللة بسرعة.
4. هيمنة الرأي الواحد:
- يؤدي إلى هيمنة الأجندة الإعلامية المسيطرة أو الرأي الواحد، مما يحد من التنوع في الخطاب الإعلامي. هذا يؤثر سلبًا على حرية التعبير ويميل إلى تقديم وجهة نظر محددة على حساب وجهات النظر الأخرى.
5. إضعاف الثقة في وسائل الإعلام:
- عندما يصبح الإعلام مصدرًا لتكرار المعلومات دون تحقق أو تنوع، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الثقة في وسائل الإعلام كمصدر موثوق للمعلومات، مما يزيد من شكوك الجمهور بشأن دقة وموضوعية الأخبار المقدمة.
بشكل عام، يؤدي "الإعلام يأخذ عن الإعلام" إلى تقليل جودة وموضوعية المحتوى الإعلامي، مما يضر بقدرة الجمهور على الحصول على معلومات دقيقة ومتنوعة، ويحد من قدرتهم على التفكير النقدي واتخاذ قرارات مستنيرة.
لنفكر معا :
1- يمكن للإعلام الوطني أو العربي أن ينخرط في العولمة بطريقة تحفظ حقه في التعبير الحر من خلال تبني استراتيجيات واضحة تهدف إلى التوازن بين الانفتاح على التأثيرات العالمية والحفاظ على الهوية الثقافية والمحلية. أولاً، ينبغي على وسائل الإعلام أن تسعى إلى تحقيق التوازن بين المحتوى العالمي والمحلي، بحيث يتم تقديم الأخبار والمعلومات بأسلوب يعكس التنوع الثقافي والاقتصادي للجمهور المحلي. ثانياً، يمكن تعزيز الاستقلالية التحريرية من خلال تأسيس معايير أخلاقية واضحة تضمن عدم التأثير الخارجي على جودة وموضوعية المحتوى. ثالثاً، يتعين على وسائل الإعلام أن تستثمر في تطوير محتوى إبداعي ومبتكر يعكس القضايا المحلية ويعبر عن هوية وثقافة المجتمع، مما يعزز من قدرتها على جذب جمهور محلي يهتم بالمحتوى الذي يتناول قضاياه وتحدياته الخاصة.
في البرامج الإعلامية المرئية، يمكن ملاحظة بعض المؤشرات على انخراط الإعلام الوطني أو العربي في العولمة مع الحفاظ على التعبير الحر، مثل التغطية الموسعة للأحداث العالمية مع إبراز التحليلات والتعليقات التي تعكس وجهات نظر محلية. أيضاً، تزايد الاهتمام بالبرامج الثقافية والتوثيقية التي تستعرض التراث والثقافة المحلية ضمن سياق عالمي. ومع ذلك، قد تواجه هذه البرامج تحديات تتعلق بالتحكم في مصادر المعلومات والتأثيرات التجارية والسياسية، مما يتطلب من وسائل الإعلام أن تكون يقظة ومستمرة في تطوير استراتيجيات تحافظ على استقلاليتها ومصداقيتها.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire