jeudi 16 février 2023

موضوع فلسفي حول الإنية و الغيرية مع الإصلاح - بكالوريا - جميع الشعب

 موضوع فلسفي حول الإنية و الغيرية مع الإصلاح

الموضوع :
إذا كانت العزلة جحيما فهل في الآخر نجاتنا ؟
التحرير :
أصبح واقعنا الآن رابطا يربط جميع الإنسانية على الأرض جمعاء و ذلك يفضل غزو وسائل الإتصال الحديثة و التكنولوجيا ليصبح واقع إتصال و إلتقاء و تواصل و بالتالي يقضي على العزلة و هذا ما يجعلنا نتساؤل عن خطر العزلة و جدارة الإنفتاح على الآخر لتجاوزها فهل أن الآخر حبل نجاة ينقذنا من لهيبها ؟ أم أنه مكمل لها معمق بذلك مأساة الإنسان في الوجود ؟
لقد إقترن وجود الإنسان تاريخيا يعيشه ضمن المجموعة فلا وجود للإنسان و لا للإنساني خارج الحضارة و الإجتماع بما أن العزلة هي إنطواء و تقوقع الذات حول نفسها بماهي نقيض الإنفتاح و الإتصال فلا يمكن الحديث قطعا عن وجود الإنسان في عالم العزلة فنفترج جدلا إنعزال الذات في برج عالي و تقوقعها حول نفسها حيث لا تعرف ذات إلا ذاتها ألن تشعر بإغتراب ألن يموت بذلك كل ماهو إنساني بها ؟ و بالتالي العزلة على خلاف ما صورته التمثيلات الميتافيزقية للإنية هي تحطيم للذات و جرها إلى الجحيم يستفزها تدريجيا و لعل هذا ما يقع حول الإعتراف بأن " الجحيم كله في كل العزلة " فإذا سلمنا إذن بأن الذاتب لا تكون موجودة إلا بقدر ما تعتبر نفسها موجودة بالنسبة إلى الآخرين . نظفي بأن العلاقات البينذاتية بماهي علاقات بين الذوات هي حبل نجاة ليخرج الإنسان فيتفاعل الذوات فيما بينها تلتمس ماهي إنساني في الآخر . إن الآخر بماهو مختلف غني في خصائصه العرقية و المماثلة لطبيعته الإنسانية و هي طوق نجاة وجب التشبث بها لأنه على رأي أحد الفلاسفة " يعرفني أكثر مما أعرف نفسي " .
ملاحظة : واقع الإختلاف يدعو الإنسان لتثمين ذاته و لإنشاء علاقات بينذاتية قائمة على ثنائية التأثير و الثأر فلولا الآخر لما كنت أنا و لولا ذاتي لما كان الآخر كما هو و لكن النظر الممعن في هذه العلاقة غالبا ما يخير إلى إنحيازها إلى طرف ما دون الآخر فتتحول بذلك لعلاقة هيمنة و عداوة بدل صداقة و تكامل بهل يبقى الآخر في هذه الحالة سبيل إنقاذ من جحيم العزلة ؟
إن واقع العلاقة البينذاتية تحولت إلى واقع صراع و عداوة قد يجيد بالآخر من صورة المنقذ المساعد على الخروج من قيود العزلة إلى المكبل بقيود هي قيود النرجسية و الهيمنة .
إذن يمكن أن تتخلص بأن العلاقة بين الآخر و الذات جدلية فمرة تقوم على مبدئ الصداقة و صورة المنقذ و مرة تكون بمثابة المكبل الذي يقوم لالقضاء على الإنية و بالتالي تكون العلاقة بينهما علاقة عداوة و هيمنة .


0 commentaires

Enregistrer un commentaire