mercredi 22 février 2023

موضوع فلسفة حول الإنية و الغيرية 2 - بكالوريا - فلسفة

 موضوع فلسفة حول الإنية و الغيرية 2

الموضوع :
هل يستلزم إثبات الإنية القطع مع القول بتاريخية الوجود للإنسان ؟
الجواب :
تعتبر مسألة معرفة الإنسان لنفسه مركزية في الفلسفة فهي تعد مسألة إثبات الكينونة , إضافة إلى أن البحث في هذه المسألة يستمد راهنيته مما يعيشه الإنسان اليوم من مظاهر إغتراب مما دفع إلى بناء مقاربات حول شروط تجديد الإنية و العناصر المتداخلة في ذلك . فماهي منزلة التاريخ الانطلوجي ؟ هل هو هامش تتعالى عنه الذات في بلورة حقيقتها أم أنه مكون من مكونات إنية الإنسان ؟
تعني الإنية تأكيد وجود الإنسان و إثباته و مابه أكون أنا و أثبت وجودي كذات و التاريخ هو مسار زمني تتالي فيه الأحداث و تترابط لتكون الماضي و الحاضر و المستقبل و أن يستلزم إثبات الذات . الإنية القطع مع تاريخ وجود الإنسان يعني أن عنصر الزمن لا يعتبر مقوما من مقومات وجود الإنسان . لا يعتبر عنصر الزمن مقوما من مقومات وجود الإنسان . بل تتغافل عنه النفس في إطار ترانيية أنطولوجية و بالفعل فإن إنية الإنسان هي وحدة بسيطة مفكرة تقصي من حقلها الأنطولوجي كل ماهو خارج عنها من أشياء العالم و حركية التاريخ تقوم الإنسان من خلال تأمل مجرد بغض النظر عن الإنسان الواقعي الذي تتنزل فيه الذات و تتموقع , فالنفس متجوهرة متقوقعة مرتدة على نفسها عبر تأمل باطني و نظر عقلي مجرد ووعي حدسي مباشر لا تتغير بمفعول الزمن و هو ما يشهد عليه إبن سينا بقوله :وحبتها غفلت عن كل شيء إلا عن ثبوت إنيتها . و من هنا فإن النفس متعالية عن التاريخ تعتبره غيرية غريبة عنها بإعتبار الإنية تتحدد بتفعيل دور العقل في معرفة الحقيقة و ما يتطلبه ذلك من ترفع و قطع مع كل ماهو ذو طبيعة متكثرة لتكون الإنية هوية فكرية خالصة و جوهرا روحانيا رمزا للوحدة و الثبات و التجدد و هنا يرتكز الموقف الداكرتي الذي ربط وجود الإنسان بالتغيير ووحدة و أعلن آن إمتلاء الوعي و هو ما يميز الإنسان عن سائر الموجودات ." متى قطعت عن التفكير تماما إنقطعت عن الوجود بتاتا ".
خلاصة القول إذن إن الإنسات يدرك ذاته بذاته و أن الفكر يطلب التوافق مع العلم بالسيادة عليه و لكن هذا للموقف لا يحقق زمان الفكر الفلسفي في طلبه للكلي و يعتبر نظرة فقيرة للإنسان من حيث المحتوى إذ أنه يحصره في بعد واحد وهو الفكري و يقتضي دور عنصر الزمن و حركية التاريخ في تشكيل حقيقة الإنسان بالرغم من دورها الهام في بلورة الوعي . فهل تقتضي الإنية القطع مع التعالي في تأسيس الإنية تاريخية ؟
إن مركزية الفكر فقدت راهنيتها و طعن الوعي في كبريائه في ظل ربطه بالظروف الواقعية و العادية التي تحيط بالإنسان .
فالإنسان هو كائن ذو أبعاد متعددة و متكثرة و هو كائن تاريخي ديناميكي يتأثر بالواقع الذي يتنزل فيه و يموقع أي مشروع في طور التحقيق تضظلع الذات ببنائه . يكون وعييه مطبوعا بخصائص المجتمع الذي تنتمي إليه فيؤثر و يتأثر به بإعتباره يعبر عن الواقع و يعمل على تغييره و الإنسان كما يقول غرامشي : "حركة أفعاله بالضبط فالوعي إذن ليس مطلقا إنما هو مكتسب و متطور في ظل أحداث هي من صنع البشر و هو حصيلة العلاقات الإجتماعية و نتيجة التناقضات الواقعية فالإنسان هو مسار و مهمة ملتقى وسط الآخرين ووسط حركية زمنية وله مهمة تقرير مصيره "نحن صانعوا حياتنا ذواتنا و مصيرينا " . غرامشي .
و بالتالي فإن دليل تدخل التاريخ في تقويم وجود الإنسان ’ إنقسام الوعي حسب ظروف الإنسان المعيشية إلى وعي تبريري زائف أو وعي ثوري و يحصد صاحبه بذور التغيير و هنا يرتكز موقف ماركس الذي أعلن عن زيف القول بإمكان الإستغناء عن التاريخ و أكد ضرورته في بلورة حقيقة الذات " ليس الوعي هو الذي يحدد الحياة بل الحياة هي التي تحدد الوعي " . ماركس .
لقد صار في عصرنا الحالي العنصر الزمني مقوما من مقومات الإنية و من هنا نتبين أن القول الذي يقطع مع تاريخية وجود الإنسان فقد راهنته و من هنا يمكن أن تقول أن السؤال عن انية الإنسان إشكالي 


0 commentaires

Enregistrer un commentaire