تعريف إبراهيم العُبَيِدي
الشيخ إبراهيم بن عامر بن علي العُبَيِدي، ويقال: إبراهيم بن بدوي بن أحمد العُبَيِدي، هو أحد كبار علماء القراءات في القرن الثاني عشر الهجري، ومن أشهر شيوخ القراء في الديار المصرية. ينتمي إلى قرية بني عبيد بمحافظة البحيرة، ويُعرف بـ"العُبَيِدي الحسني المقرئ المالكي الأزهري". كان من كبار علماء الأزهر الشريف في زمانه، وعُرف بسعة علمه ودقته في القراءات، حتى صار إليه علو الإسناد في القراءات العشر، واشتهر بلقب "مُحرّر الطيبة".
1- سيرته ونشأته:
وُلد الشيخ إبراهيم العُبَيِدي في مصر، في قرية بني عبيد التابعة لمحافظة البحيرة. نشأ في أسرة علمية تهتم بالقرآن وعلومه، فتوجّه منذ صغره إلى حفظ كتاب الله ودراسة القراءات. التحق بالأزهر الشريف حيث تلقّى العلوم الشرعية واللغوية، وبرز في علم القراءات، حتى أصبح من أعلام الإقراء في مصر والعالم الإسلامي.
كان حيًّا سنة 1237هـ، وقد لقيه الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، صاحب مجموع الرسائل النجدية، وهو ما يدل على مكانته العلمية البارزة في زمانه.
2- شيوخه:
تلقى الشيخ إبراهيم العُبَيِدي علم القراءات والعلوم الشرعية على يد كبار علماء الأزهر، ومن أبرز شيوخه:
الشيخ عبد الرحمن بن حسن الأجهوري.
الشيخ علي بن حسن البدري.
الشيخ محمد المنير السمنودي.
الشيخ مصطفى العزيزي.
وقد أخذ عنهم القراءات العشر وأتقنها رواية ودراية، حتى صار شيخًا للقراء في عصره.
3- تلاميذه:
تتلمذ على يديه عدد من كبار العلماء والقراء الذين حملوا علمه ونشروا طريقته في الإقراء، ومن أبرزهم:
الشيخ أحمد المرزوقي المالكي، شيخ القراء في مصر ومكة.
الشيخ أحمد بن محمد المعروف بسلمونة.
الشيخ علي الحداد.
ومن طريقه تنتشر معظم الأسانيد العالية في القراءات عند المتأخرين، حتى صار اسمه متكررًا في أسانيد كبار المقرئين في القرون التالية.
4- مؤلفاته:
خلّف الشيخ إبراهيم العُبَيِدي عددًا من المصنفات المهمة في علوم القراءات والتاريخ والأدب، ومن أشهرها:
التحارير المنتخبة على متن الطيبة — وهو من أبرز كتبه في تحرير القراءات، وله شهرة واسعة بين طلاب هذا العلم.
عمدة التحقيق في بشائر آل الصديق.
قلائد العقيان في مفاخر آل عثمان.
أدلة التسليم في فضل البحيرة عن سائر الأقاليم.
رياض العارفين في مراسلات الأستاذ محمد زين العابدين البكري.
الدر المنضد في الاسم الشريف أحمد — فرغ منه سنة 1101هـ، وقد بدأه بقوله:
“حمداً لمن جعل الوزارة المصرية تعدل الخلافة الأموية…”
5- مكانته العلمية وأثره:
يُعدّ الشيخ إبراهيم العُبَيِدي من أهم حلقات السند في القراءات العشر الكبرى، حيث تنتهي إليه جميع الأسانيد العالية المعروفة في العصر الحديث. لذلك، يُعد مرجعًا أساسياً في نقل علم القراءات وضبطه، ويُذكر اسمه مقرونًا بكبار أئمة هذا الفن مثل الإمام الشاطبي والإمام ابن الجزري.
إلى جانب علمه بالقراءات، كان عالمًا بالفقه المالكي والتاريخ والأدب، وكان له اهتمام خاص بالتأليف في قضايا الهوية العلمية لمصر وأعلامها.
الخاتمة:
الشيخ إبراهيم العُبَيِدي هو أحد أركان علم القراءات في العالم الإسلامي، ويمثل حلقة وصل مهمة في سلسلة الإسناد القرآني بين المتقدمين والمتأخرين. جمع بين التمكن العلمي والدقة في الأداء، وبين الحرص على نشر العلم وتوثيقه، فخلّد اسمه في تاريخ الإقراء الإسلامي، وبقيت مؤلفاته وإسناده شاهدين على مكانته المرموقة في خدمة كتاب الله.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire