lundi 27 octobre 2025

منهجية الموضوع الحجاجي

منهجية  الموضوع الحجاجي

1- المقدّمة

تُعدّ المقدّمة في الموضوع الحجاجي بمثابة المدخل الذي يهيّئ القارئ لفهم القضية المطروحة، ويجب أن تكون متكاملة العناصر وواضحة البناء. وتتكوّن من العناصر الآتية:

الإطار الزماني والمكاني: تحديد زمن ومكان الحوار لربطه بواقع ملموس.
مناسبة الحوار: بيان السبب أو الحدث الذي دعا إلى النقاش.
أطراف الحوار: تحديد الشخصيات المشاركة وبيان دور كل منها.
الأطروحتان: تقديم الموقفين المتقابلين، ويُستحسن في البداية التصريح بالأطروحة المدحوضة فقط لتشويق القارئ.
المقدمة السردية: يُستحب أن تتضمّن بعض الوصف أو الحوار القصير لإضفاء حيوية على النص وتمهيد طبيعي لبداية الجدال.

نموذج تمهيدي:

"ولمّا سنحت لي فرصة الجلوس إليه ذلك اليوم، استفسرته عن مبرّرات موقفه، فاندفع يتحدّث بلهجة الواثق من نفسه..."

2- الجوهر

يتكوّن الجوهر من مرحلتين أساسيتين: عرض الأطروحة المنحوضة ثم عرض الأطروحة المدعومة، مع الحرص على التدرّج المنطقي وتنوع الحجج.

1. الأطروحة المدحوضة

قبل الدخول في تحليل الموقف المخالف، من الضروري تقديم تأطير سردي وصفي للحوار حتى يكون الانتقال سلساً ومقنعاً.

مثال سردي تمهيدي:

"تحيّنت فرصة لقائه ذلك اليوم، فبادرت باستفساره عن سبب تمسّكه برأيه، فاندفع يقول بثقة كبيرة..."

تحليل الأطروحة المدحوضة:

عرض الموقف المخالف وتوضيح أفكاره.
تدعيم هذه الأفكار بحجج متنوّعة تُرتّب تصاعدياً من الأضعف إلى الأقوى.

أنواع الحجج:

حجة مماثلة: المقارنة بين حالتين لتوضيح الموقف.
حجة شاهد قولي: الاستشهاد بقول مأثور أو مثل معروف.
حجة واقعية: الاعتماد على وقائع أو تجارب واقعية.
حجة دينية: الاستدلال بآية قرآنية أو حديث نبوي.

خاتمة جزئية:

"وهكذا بدا لي أنّ موقفه، رغم ما فيه من منطق ظاهري، لا يصمد أمام النقد العميق، فتهيّأت للرد عليه..."

2. الأطروحة المدعومة

يُستهلّ هذا الجزء كذلك بتأطير سردي يمهّد للردّ الحجاجي القوي.

مثال تمهيدي:

"ولمّا أنهى كلامه بثقة، ابتسمت ابتسامة هادئة، ثم جمعت أفكاري وتوجهت إليه قائلاً..."

تحليل الأطروحة المدعومة:

عرض الأفكار المعبّرة عن الموقف الصحيح.
تدعيم كل فكرة بحجة مناسبة، مرتّبة أيضاً من الأضعف إلى الأقوى.

أنواع الحجج:

حجة مماثلة
حجة شاهد قولي
حجة واقعية
حجة دينية

ملاحظة :

يجب أن يكون الانتقال بين الحجج والفقرات منسجماً بفضل الروابط المنطقية (مثل: إضافة إلى ذلك، غير أنّ، من جهة أخرى، بالتالي، وهكذا...)، مع مراعاة وحدة الفكرة والتصعيد المنطقي في الإقناع.

3. أنواع الخلاف في الحوار الحجاجي

الخلاف الكلّي: تعارض تام بين الموقفين.
مثال: "اعترضت على موقفه برمّته ورفضت رأيه رفضاً قاطعاً."
الخلاف الجزئي: اتفاق في جزء واختلاف في آخر.
مثال: "أوافقك الرأي في البداية، ولكنك جانبت الصواب في ما ختمت به قولك."

صيغ نقد مناسبة:

نقد كلّي: "يا خيبة المسعى! إنك تحيد عن جادة الصواب وتسلك طريقاً خاطئاً."
نقد جزئي: "صحيح ما قلت في الجزء الأول، لكنك غفلت عن حقيقة أساسية..."

4. الاستنتاج قبل الخاتمة

 نموذج:

"وخلاصة القول أنّ الأطروحة المدعومة تتّسم بالمنطق والاتساق، إذ تُثبت وجاهة الموقف وتُبرز وعي صاحبه بحقيقة الأمور."

3- الخاتمة

الخاتمة في الموضوع الحجاجي يجب أن تكون سردية مشهدية تعبّر عن نهاية الحوار، وتتكوّن من ثلاثة أركان أساسية:
وصف حالة المخاطب: كعلامات الخجل، الارتباك، أو التفكير.
مآل الحوار: هل اقتنع الطرف الآخر أم ظلّ متمسكاً برأيه؟
فعل يؤكد النتيجة: مثل اتخاذ موقف عملي أو وعد بالتفكير.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire