تعريف الكاتب الصادق رابح – سياسي تونسي
الصادق رابح هو سياسي ومهندس تونسي بارز، وُلد في 9 يوليو 1948 بمدينة المطوية التابعة لولاية قابس. يُعد من الشخصيات الحكومية التي لعبت دورًا مهمًا في إدارة عدد من الوزارات والمؤسسات الاقتصادية التونسية خلال فترة حكم الرئيس زين العابدين بن علي، حيث تميزت مسيرته بتنوع المسؤوليات وتعدد مجالات العمل بين الطاقة، النقل، الاقتصاد، والفلاحة.
1- السيرة الذاتية والنشأة
نشأ الصادق رابح في جنوب تونس في بيئة محافظة، اتسمت بروح العمل والمثابرة. منذ صغره، أبدى اهتمامًا واضحًا بالعلوم الدقيقة والهندسة، ما دفعه إلى متابعة دراسته العليا في الخارج. بفضل نبوغه وتفوقه الدراسي، حصل على شهادة مهندس من المدرسة المتعددة التكنولوجية بباريس، ثم نال في سنة 1973 شهادة مهندس إحصائي اقتصادي من المدرسة الوطنية للإحصاء والإدارة الاقتصادية في العاصمة الفرنسية.
ساهمت دراسته في فرنسا في تكوينه العلمي والمهني، حيث اكتسب معرفة واسعة في مجالات الطاقة والاقتصاد، مما أهّله لاحقًا لتولي مناصب حساسة داخل الدولة التونسية.
2- المسار المهني والإداري
قبل دخوله إلى عالم السياسة، تقلّد الصادق رابح مناصب إدارية وتقنية هامة، حيث أدار الشركة التونسية للكهرباء والغاز (STEG) والمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية (ETAP)، وهما من أبرز مؤسسات الدولة الاستراتيجية في قطاعي الطاقة والمحروقات.
أثبت خلال هذه المرحلة كفاءته في التسيير والتخطيط الاقتصادي، وهو ما جعله يحظى بثقة السلطات التونسية آنذاك ليتولى حقائب وزارية متعددة.
3- المسار السياسي والوزاري
بدأ الصادق رابح مسيرته الحكومية سنة 1988، بعد أشهر من تولي زين العابدين بن علي الحكم، حيث شغل سلسلة من الحقائب الوزارية المتنوعة التي أبرزت خبرته الواسعة وقدرته على التكيّف مع مختلف القطاعات.
وزير الطاقة والمناجم (27 يوليو 1988 – 11 أبريل 1989): عمل خلال هذه الفترة على تطوير البنية التحتية لقطاع الطاقة وتحسين إنتاج النفط والغاز.
وزير المواصلات (1989 – 1991): ركّز على تحديث شبكات النقل والاتصالات، وإدخال إصلاحات لتحسين خدمات البريد والاتصال.
وزير الاقتصاد الوطني (1991 – 1995): أشرف على تنفيذ سياسات اقتصادية تهدف إلى تشجيع الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال.
وزير الشؤون الاجتماعية (1995 – 1996): سعى إلى دعم الفئات الهشة وتحسين أنظمة الحماية الاجتماعية.
وزير النقل (1996 – 1997): ساهم في تطوير النقل البحري والجوي والبري.
وزير الفلاحة (1997 – 2002): اهتم بتطوير القطاع الزراعي ودعم المشاريع الفلاحية في المناطق الداخلية.
وزير النقل وتكنولوجيا الاتصال (2002 – 2004): كان آخر منصب تولاه قبل مغادرته الحكومة، حيث ركّز على دمج التكنولوجيا الحديثة في قطاع النقل والاتصالات.
امتدت مسيرته الوزارية لأكثر من ستة عشر عامًا (1988-2004)، وهو ما يعكس استمراريته في مواقع المسؤولية وثقة النظام في قدرته على إدارة الملفات الاقتصادية الحيوية.
4- ما بعد العمل الحكومي
بعد مغادرته الحكومة في نوفمبر 2004، اتجه الصادق رابح نحو القطاع الخاص، مؤسسًا في سنة 2005 شركته الاستشارية المتخصصة في دعم الطاقة والاستثمار الأجنبي. من خلال هذه المبادرة، واصل المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني عبر الاستشارة والتخطيط الاستراتيجي، مستفيدًا من خبرته الطويلة في الإدارة والسياسة.
5- الرؤية والمسار العام
يُعتبر الصادق رابح من الكوادر التكنوقراط الذين جمعوا بين التكوين العلمي والخبرة السياسية. كان يؤمن بأن التنمية الاقتصادية لا تنفصل عن الاستقرار الإداري والتخطيط العلمي، وقد سعى خلال مسيرته إلى ربط التقدم الصناعي بالعدالة الاجتماعية، مع التركيز على تحديث القطاعات الحيوية كالطاقة والفلاحة والنقل.
تميز أسلوبه في العمل بالواقعية والانضباط الإداري، بعيدًا عن الخطاب السياسي التقليدي، مما جعله يحظى باحترام داخل الأوساط الحكومية والاقتصادية.
الخاتمة
يُعد الصادق رابح من الوجوه البارزة في تاريخ الإدارة والسياسة التونسية خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين. تميّز بمسيرة متواصلة وغنية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود في خدمة الدولة، متنقّلًا بين القطاعات الحيوية بروح المسؤولية والكفاءة. ورغم مغادرته للمناصب الرسمية، ظل تأثيره قائمًا من خلال خبرته واستشاراته في مجال الطاقة والاستثمار، مما يجعله من الشخصيات التي ساهمت بوضوح في بناء الاقتصاد الوطني الحديث لتونس.
.png)
0 commentaires
Enregistrer un commentaire