jeudi 30 octobre 2025

تعريف الشاعر الميداني بن صالح – شاعر وأديب ومفكر تونسي

تعريف الشاعر الميداني بن صالح – شاعر وأديب ومفكر تونسي

الميداني بن صالح (1929 – 2006) هو شاعر وأديب تونسي بارز، ومفكر ذو بصمة واضحة في الثقافة التونسية الحديثة. يُعد من الشخصيات الأدبية التي جمعت بين الإبداع الشعري، والالتزام الفكري، والنضال الثقافي والاجتماعي. أسهم في إثراء المشهد الأدبي التونسي من خلال شعره الذي امتاز بالجرأة والعمق، وفي نشاطه الثقافي والفكري الذي دعم الحوار بين التراث والتجديد، وحرّك المجتمع نحو الانفتاح على الفكر الحرّ.

1- السيرة الذاتية والنشأة

وُلد الميداني بن صالح في مدينة نفطة (ولاية توزر) بتونس يوم 15 نوفمبر 1929. بدأ تعليمه التقليدي في الكُتاب وجامع حيّه، ثم تعلّم في المدارس النظامية وتخرّج من جامعة الزيتونة، فيما تواصل تعليمه لاحقًا بجامعة بغداد في العراق.
عمل في الحقل التعليمي، ثم شارك في الحياة السياسية والثقافية، وبرز كفاعل في المجتمع المدني. تولّى رئاسة اتحاد الكتاب التونسيين على مدى سنوات، حتى وفاته يوم 21 يوليو 2006 بمدينة أريانة عن عمر ناهز 77 عامًا بعد صراع مع المرض.

2- أهم إنجازاته الأدبية والفكرية

أصدر دواوين شعرية عديدة منها قرط أمي (1959)، الليل والطريق (1972)، زلزال في تل أبيب (1974)، وغيرها من الأعمال التي ترجمت إلى لغات أجنبية.

ساهم في تأسيس منظمات ثقافية واجتماعية مثل اتحاد الطلبة، اتحاد الكتاب، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وكان من الأصوات المناضلة على الصعيد الثقافي.

انتُخب رئيسًا لاتحاد الكتاب التونسيين سنة 1991 وبقي في المنصب حتى وفاته، مما جعله من أطول رؤساء الاتحاد خدمة.

3- الرؤية الأدبية والفكرية

اتسم شعر الميداني بن صالح بطابع نضالي ووجداني في آن واحد:

يرى أن الشعر أداة للمواجهة وليْس مجرد زينة للغة، فأسلوبه يحمل جرأة في التعبير وعاطفة مفعمة بالانتماء.
ركّز على الإنسان والقضايا العربية والوطنية، وعلى القراءة الواعية للتاريخ والتراث.

في رؤيته الفكرية، آمن بأن المثقف يتحمل مسؤولية تجاه قضايا الحرية والكرامة ويتحرك داخل الثقافة وليس مجرد مراقب لها.

4- القضايا التي تناولها

الهوية والانتماء: حيث استلهم من جذوره الجنوبية التونسية وبيئته الصحراوية رؤيته الشعرية.
التحرّر الوطني والقضايا العربية: متعددة النصوص مثل زلزال في تل أبيب تنطق بالموقف والقصيد السياسي.
الثقافة والمجتمع: من خلال نشاطه في منظمات الثقافة وحقوق الإنسان، دعا إلى دور أدبي نشط في المجتمع.
اللغة والتجديد الشعري: حاول كسر القوالب التقليدية في الشعر التونسي، مع الاحتفاظ برباطه بالتراث اللغوي العربي، ليمنح نصوصه حضورًا فكريًا وشعوريًا.

5- التأثير والإرث

ترك الميداني بن صالح إرثًا شعريًا وفكريًا مهمًا في تونس، حيث يُستذكر كأحد رموز الشعر التونسي المعاصر.
أسهم في خلق فضاء ثقافي نشط من خلال قيادة اتحاد الكتاب التونسيين ودعمه للحوار الأدبي والبحث الثقافي.
تُنظّم فعاليات ومهرجانات باسمه، منها "ملتقى الميداني بن صالح للشعر بنفطة" تكريمًا لتجربته ومسيرته.

الخاتمة

الميداني بن صالح كان أكثر من شاعر، لقد كان واحدًا من أولئك الذين جعلوا من الشعر موقفًا، ومن الكلمة فعلًا ثقافيًا، ومن الانتماء مفهوماً حياً. في رحلته من نفطة إلى بغداد وإلى منصات الشعر والثقافة، ظَلّ محافظًا على صلته بالجذور وفي ذات الوقت منفتحًا على العالم والتجريب.
سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الأدب التونسي كرمز للمبدع الذي لم يفرق بين الشعر والنضال، وبين الثقافة والمجتمع، وبين الذات والجماعة.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire