تدريب على الإنشاء (محور الأسرة)
الموضوع:
تعرض أبي لوعكة صحية جعلته طريح الفراش مدة طويلة، فانعكس ذلك على حياتي اليومية وعلى مشاعري الداخلية، كما غيّر نظرتي
إلى قيمة العائلة ودور الأب.
التحرير:
كان مساءً خريفيًا تتساقط فيه أوراق الأشجار كما تتساقط اللحظات المتعبة من يومٍ طويل. عدت إلى البيت متثاقل الخطى، فإذا بأبي مستلقيًا على الفراش، شاحب الوجه، أنهكه المرض وسلبه قوته. في تلك اللحظة شعرت أن الزمن توقّف، وأن البيت الذي كان يعجّ بالحياة غطّاه صمت ثقيل كستار الحزن.
ارتجف قلبي وأنا أقترب منه، لم أعتد أن أراه ضعيفًا، فهو الذي كان يبثّ فينا القوة ويزرع فينا الأمان. نظرتُ إلى وجهه المتعب، فأحسست كأن جزءًا من روحي يتألّم معه. غمرتني مشاعر الخوف والشفقة والحزن في آن واحد، وشعرت أن غياب صحته غياب للبهجة عن البيت بأكمله.
ومنذ تلك اللحظة، قرّرت أن أكون له العون الذي كان لي يومًا وهو يرعاني صغيرًا. صرت أستيقظ باكرًا لأحضّر له دواءه، وأجلب له الطعام، وأجلس بقربه لأخفّف عنه وطأة المرض وأملأ وقتَه بالحديث والاهتمام. كنت أبتسم أمامه كي لا يشعر بقلقي، لكن في أعماقي كان الخوف يسكنني كظلّ لا يفارقني. كنت أراقب أنفاسه وأدعو الله في كل لحظة أن يمنّ عليه بالشفاء.
مرّت الأيام ثقيلة، لكنني تعلمت من خلالها أن الأب ليس مجرد شخص في حياتنا، بل هو الصخرة التي نستند إليها، والعمود الذي يحمي العائلة. هو النور الذي يبدّد ظلامنا، والصوت الذي يمنحنا الطمأنينة، فإذا غاب حضوره أو ضعفت صحته، شعرت العائلة بفراغ كبير وأمان ناقص.
لقد غيّر مرض أبي نظرتي إلى معنى العائلة، فأدركت أنها كالشجرة التي لا تصمد في وجه الرياح إلا بجذورها الراسخة. وأبي هو تلك الجذور التي تغذّي الجميع حبًا ورعاية وحماية.
ومن هذه التجربة خرجت بعبرة لا تُنسى: أن برّ الأب واجب عظيم، وأن العائلة هي السند الحقيقي في مواجهة مصاعب الحياة.
وهكذا، رغم الألم الذي زرعه مرض أبي في قلبي، فقد أنبت في داخلي وعيًا جديدًا بقيمته العظيمة وبقداسة الأسرة التي تظلّ الملاذ الدافئ مهما قست الأيام. فالأب هو نبع القوة والأمان الذي لا ينضب، والعائلة هي الحضن الذي يحمي أبناءه.
تعرض أبي لوعكة صحية جعلته طريح الفراش مدة طويلة، فانعكس ذلك على حياتي اليومية وعلى مشاعري الداخلية، كما غيّر نظرتي
إلى قيمة العائلة ودور الأب.
التحرير:
كان مساءً خريفيًا تتساقط فيه أوراق الأشجار كما تتساقط اللحظات المتعبة من يومٍ طويل. عدت إلى البيت متثاقل الخطى، فإذا بأبي مستلقيًا على الفراش، شاحب الوجه، أنهكه المرض وسلبه قوته. في تلك اللحظة شعرت أن الزمن توقّف، وأن البيت الذي كان يعجّ بالحياة غطّاه صمت ثقيل كستار الحزن.
ارتجف قلبي وأنا أقترب منه، لم أعتد أن أراه ضعيفًا، فهو الذي كان يبثّ فينا القوة ويزرع فينا الأمان. نظرتُ إلى وجهه المتعب، فأحسست كأن جزءًا من روحي يتألّم معه. غمرتني مشاعر الخوف والشفقة والحزن في آن واحد، وشعرت أن غياب صحته غياب للبهجة عن البيت بأكمله.
ومنذ تلك اللحظة، قرّرت أن أكون له العون الذي كان لي يومًا وهو يرعاني صغيرًا. صرت أستيقظ باكرًا لأحضّر له دواءه، وأجلب له الطعام، وأجلس بقربه لأخفّف عنه وطأة المرض وأملأ وقتَه بالحديث والاهتمام. كنت أبتسم أمامه كي لا يشعر بقلقي، لكن في أعماقي كان الخوف يسكنني كظلّ لا يفارقني. كنت أراقب أنفاسه وأدعو الله في كل لحظة أن يمنّ عليه بالشفاء.
مرّت الأيام ثقيلة، لكنني تعلمت من خلالها أن الأب ليس مجرد شخص في حياتنا، بل هو الصخرة التي نستند إليها، والعمود الذي يحمي العائلة. هو النور الذي يبدّد ظلامنا، والصوت الذي يمنحنا الطمأنينة، فإذا غاب حضوره أو ضعفت صحته، شعرت العائلة بفراغ كبير وأمان ناقص.
لقد غيّر مرض أبي نظرتي إلى معنى العائلة، فأدركت أنها كالشجرة التي لا تصمد في وجه الرياح إلا بجذورها الراسخة. وأبي هو تلك الجذور التي تغذّي الجميع حبًا ورعاية وحماية.
ومن هذه التجربة خرجت بعبرة لا تُنسى: أن برّ الأب واجب عظيم، وأن العائلة هي السند الحقيقي في مواجهة مصاعب الحياة.
وهكذا، رغم الألم الذي زرعه مرض أبي في قلبي، فقد أنبت في داخلي وعيًا جديدًا بقيمته العظيمة وبقداسة الأسرة التي تظلّ الملاذ الدافئ مهما قست الأيام. فالأب هو نبع القوة والأمان الذي لا ينضب، والعائلة هي الحضن الذي يحمي أبناءه.
.png)
0 commentaires
Enregistrer un commentaire