تعريف الشاعر هارون هاشم رشيد
هارون هاشم رشيد (1927 – 27 يوليو 2020) شاعر فلسطيني بارز من مواليد حارة الزيتون في مدينة غزة. يُعد من أبرز شعراء الخمسينات الذين أُطلق عليهم اسم شعراء النكبة أو شعراء العودة، وقد امتاز شعره بروح التمرد والثورة، واستخدامه المكثف لمفردات العودة الفلسطينية، حتى أطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب "شاعر القرار 194"، في إشارة إلى قرار الأمم المتحدة حول حق العودة. وهو شقيق الشاعر والإعلامي الفلسطيني علي هاشم رشيد.
1- النشأة والتعليم
درس هارون هاشم رشيد في مدارس غزة وأكمل دراسته الثانوية عام 1947، ثم حصل على شهادة المعلمين العليا، بالإضافة إلى دبلوم عالي لتدريب المعلمين من كلية غزة. بدأ حياته المهنية في التعليم حتى عام 1954، قبل أن يتحول للعمل في المجال الإعلامي.
2- المسار المهني والإعلامي
تولى رئاسة مكتب إذاعة "صوت العرب" المصرية في غزة عام 1954 لعدة سنوات.
عند تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، كان مشرفًا على الإعلام في قطاع غزة بين عامي 1965 و1967.
بعد سقوط غزة عام 1967، اضطر إلى مغادرة المدينة، وانتقل إلى القاهرة حيث أصبح رئيسًا لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية هناك.
عمل لأكثر من ثلاثين عامًا مندوبًا دائمًا لفلسطين في اللجنة الدائمة للإعلام العربي واللجنة الدائمة للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية، إلى جانب استمراره في الكتابة والإبداع الشعري.
3- الإبداع الشعري والأدبي
امتاز شعره بالاهتمام بالقضية الفلسطينية، مع التركيز على النكبة والعودة والمقاومة. وقد أطلق عليه عدة ألقاب، منها:
شاعر النكبة
شاعر العودة
شاعر الثورة (لقب أطلقه عليه الشهيد خليل الوزير بعد قصيدته "الأرض والدم")
أصدر حوالي عشرين ديوانًا شعريًا، من أبرزها:
"مع الغرباء" (1954)
"عودة الغرباء" (1956)
"غزة في خط النار" (1957)
"حتى يعود شعبنا" (1965)
"سفينة الغضب" (1968)
"رحلة العاصفة" (1969)
"فدائيون" (1970)
"مفكرة عاشق" (1980)
"يوميات الصمود والحزن" (1983)
"ثورة الحجارة" (1991)
"طيور الجنة" (1998)
كما كتب أربع مسرحيات شعرية، منها:
"السؤال"
"سقوط بارليف"
"عصافير الشوك"
وقد غنى ما يقارب تسعين من قصائده كبار الفنانين العرب مثل فيروز، محمد عبده، وطلال مداح، وغيرهم.
4- الدراسات والبحوث
كتب هارون هاشم رشيد عدة دراسات مهمة عن الشعر المقاوم والمجتمع الفلسطيني، منها:
"الشعر المقاتل في الأرض المحتلة" (1970)
"مدينة وشاعر: حيفا والبحيري" (1975)
"الكلمة المقاتلة في فلسطين" (1973)
5- الجوائز والتكريمات
نال العديد من الجوائز تقديرًا لإسهاماته الأدبية والثقافية:
الجائزة الأولى للمسرح الشعري من الألكسو 1977
الجائزة الأولى للقصيدة العربية من إذاعة لندن 1988
وسام القدس للعام 1990
وسام القدس للثقافة والفنون والآداب من الرئيس الفلسطيني 2016
اختيار كشخصية العام الثقافية من وزارة الثقافة الفلسطينية 2014
6- الرؤية الأدبية والفكرية
عبّر شعره عن مأساة الفلسطينيين، ومعاناتهم من الاحتلال والاغتراب، وارتبطت أشعاره دائمًا بالقضية الوطنية والحقوق الفلسطينية. كان شعره صوت المقاومة والتمسك بالهوية الفلسطينية، مع اهتمام بالبعد الإنساني والمعاناة اليومية للفلسطينيين.
الخاتمة
يُعد هارون هاشم رشيد من أبرز شعراء فلسطين المعاصرين، حيث جمع بين الإبداع الشعري والالتزام الوطني، وعكست أعماله معاناة الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل العودة والحرية. ترك إرثًا شعريًا وأدبيًا غنيًا، وما زالت أعماله مرجعًا هامًا للباحثين في الأدب والثقافة الفلسطينية.
.png)
0 commentaires
Enregistrer un commentaire