jeudi 27 novembre 2025

تعبير حول الفلاح وهو يزرع أرضه

تعبير حول الفلاح وهو يزرع أرضه

يُعدّ الفلاح من أهمّ أركان المجتمع، فهو الذي يوفّر لنا الخضر والفاكهة والحبوب وكلّ ما نحتاج إليه من غذاء. ومهنة الفلاحة ليست سهلة كما يظن البعض، بل هي مهنة تتطلّب الصبر والجهد وحبّ الأرض، لأنّ الفلاح يعمل تحت الشمس وفي جميع الفصول ليضمن للمجتمع غذاءً وفيرًا.

عندما يستيقظ الفلاح باكرًا قبل شروق الشمس، يخرج إلى حقله بخطوات ثابتة، يحمل أدواته البسيطة ولكن الضرورية: المعول، والمجرفة، والبذور التي سيزرعها. يصل إلى أرضه فينظر إليها بعين مليئة بالحبّ والانتماء، فهو يعرف أنّ كل حبة يزرعها ستمنح الخير لاحقًا.

يبدأ الفلاح عمله بحرث الأرض، يضرب التربة بقوة ويدفع المعول إلى الأمام، فتتطاير ذرات التراب في الهواء وتنتشر رائحة الأرض الندية. وبعد الحرث، يسوّي الأرض بعناية حتى تصبح جاهزة لاستقبال البذور. عندها، يأخذ حفنة من البذور بين أصابعه وينثرها بحركات مدروسة، كأنه يرسم لوحة من الأمل على وجه الأرض.

وبين كل خطوة وأخرى، يتفقد أرضه بعين خبيرة، يعرف أماكن الماء، ويعرف الاتجاه الذي تأتي منه الرياح. ثم يبدأ في ريّ الزراعة، يفتح القنوات الصغيرة ليمرّ الماء بينها، فينساب فوق التربة بهدوء ويروي البذور المنتظرة. ويقف الفلاح مراقبًا المشهد بفخر، كأنه يشاهد بداية حياة جديدة تنمو بفضل يديه.

ولا يترك الفلاح أرضه بعد الزراعة، بل يعود إليها يوميًا. يزيل الأعشاب الضارة، ويراقب نموّ النباتات، ويحميها من الحشرات. قد يعرق ويتعب، وقد يحترق وجهه تحت أشعة الشمس، لكنه لا يشتكي، لأنّه يعرف أنّ كل هذا الجهد سيعطي ثمره يوم الحصاد.

وفي موسم الحصاد، يقف مبتسمًا وهو يرى محصوله الأخضر وقد أصبح جاهزًا للجمع. يشعر بسعادة كبيرة، لأنّ كلّ قطرة عرق سقطت على هذه الأرض تحوّلت إلى خير وبركة يعود نفعها على الجميع.

وفي الختام، يمكن القول إنّ الفلاح وهو يزرع أرضه مثال للتفاني والعمل الصادق. فهو يعمل في صمت، ولا ينتظر الشكر، لكنه يقدّم للمجتمع أغلى هدية: الغذاء الذي يحافظ على حياتنا. لذلك يستحقّ الفلاح كل الاحترام والتقدير على جهوده وعطائه.
الفلاح وهو يزرع أرضه

0 commentaires

Enregistrer un commentaire