mardi 25 novembre 2025

تعبير عن النادل في مقهى - وصف النادل

تعبير عن النادل في مقهى - وصف النادل

في صباحٍ هادئٍ، قصدتُ مقهًى صغيرًا يقع في زاوية الشارع، فلفت انتباهي النادل وهو يتنقّل بخفة بين الطاولات، يحمل صينيةً كبيرةً دون أن يهتزّ فيها كوبٌ واحد. كان يرتدي ملابس نظيفة ومرتّبة، وعلى وجهه ابتسامة دافئة ترحّب بكل من يدخل المكان.

ما إن يجلس الزبون حتى يبادره النادل بتحية لطيفة، ثم يدوّن طلبه بسرعة ودقة، وكأنه يعرف مسبقًا ذوق كل شخص. وبعد دقائق، يعود حاملاً الأكواب ، فيضعها فوق الطاولة بهدوءٍ يحافظ على راحة الزبائن وهدوء المكان.

كان النادل يتحرك بثباتٍ ونظام، يراقب كل الطاولات بعينيه، فيعرف من يحتاج إلى خدمة ومن ينتظر دوره. أدهشتني سرعته في ترتيب الكراسي وجمع الأطباق وتنظيف الطاولات، دون أن يُصدر أي ضجيج. وكان يصغي للزبائن باهتمام، فيتعامل بلطف مع الكبير والصغير، ويحافظ على احترامه للجميع.

ورغم التعب الذي يظهر أحيانًا على ملامحه، إلا أنّه لا يفقد صبره ولا ابتسامته، لأنه يدرك أن عمله يقوم على اللباقة، والنظام، وحسن التعامل مع الناس. فهو يمثل الواجهة الأولى للمقهى، ونجاح المكان يعتمد في جزء كبير على مهارته وحرصه على راحة الحرفاء.

وفي نهاية اليوم، وبعد أن يغادر آخر زبون، يبدأ النادل في إعادة ترتيب الطاولات، وتنظيف المكان بدقة، كأنه يستعدّ ليومٍ جديد من العمل. ورغم الجهد الكبير الذي يبذله، يشعر بالفخر لأنه يسهم في إدخال البهجة على قلوب الناس من خلال خدمته المتقنة.

إنّ مهنة النادل ليست سهلة كما يظن البعض، فهي تتطلب سرعة، وانضباطًا، وابتسامةً دائمة، وأسلوبًا محترمًا. وهي مهنة نبيلة، لأنها تعلم صاحبها الصبر والتواضع والنظام، وتجعله قريبًا من الناس واحتياجاتهم.
وصف النادل

0 commentaires

Enregistrer un commentaire