شرح نص ما حدّ العقل ؟ - بكالوريا آداب - أبو حيّان التوحيدي

شرح نص ما حدّ العقل ؟

التقديم :

نصّ حجاجيّ فكريّ لأبي حيّان التوحيدي من كتاب «المقابسات»، يعرض فيه أقوال بعض العلماء في العقل، ويبيّن صعوبة تحديده، ثمّ يقدّم تصوّره الخاصّ وينقد المتكلّمين لطريقة توظيفهم للعقل.

الموضوع :

يتناول النصّ بيان عظمة العقل وصعوبة الإحاطة بحقيقته، وبيان تفاوت أنصيبة الناس منه، مع نقد تعريفات العامّة والمتكلّمين وتقديم مفهوم فلسفيّ للعقل قائم على الاستقراء والتجربة.

التقسيم :

1. من بداية النصّ إلى «ولا استوعبوا من ذلك جزءا» : الإشادة بعظمة العقل واستحالة الإحاطة بحدّه.

2. من «واعلم أنّ العامّة» إلى «وهذا قريب مما تقدّم» : نقد تعريفات الناس للعقل وبيان سطحيتها واختلافها.

3. من «والذي يقرّبك من الحقّ» إلى «وأشياء من هذا النحو» : تحديد حظّ الناس من العقل وبيان أنّه قسط متفاوت يميّز الإنسان عن الحيوان.

4. من «قلت لأبي سليمان» إلى نهاية النصّ : نقد عقل المتكلّمين واعتبار ما يستعملونه شبه عقل يفضي إلى الحيرة لا إلى اليقين.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم والتحليل :

1- يقوم تقسيم النصّ على أربعة مقاطع: تمجيد العقل، ثمّ نقد تعريفات الناس له، ثمّ بيان تفاوت أنصيبة البشر منه، وأخيرًا نقد عقل المتكلّمين.

2- عُدّ تحديد العقل صعبًا لأنّ العقل أعظم من أن تحيط به الألفاظ، فلو اجتمع الأوّلون وأوتوا قوّة بعضهم لما بلغوا حدّه ولا استوعبوا وصفه.

3- من مؤشّرات الأسلوب التعليمي: استعمال التعريف والتقسيم («أمّا… وأمّا…»)، والاستشهاد بأقوال العلماء، وضرب الأمثلة والاستقراء؛ والمراد بها تعليم القارئ حقيقة العقل، وبيان خطإ التصوّرات الساذجة التي تحصره في عرض أو آلة أو مجموع علوم.

4- معنى قوله إنّ «العقل بأسره لا يوجد في شخص إنسي» أنّ العقل الكامل لا يجتمع في فرد واحد، بل يملك كلّ إنسان نصيبًا منه يختلف قوّةً وضعفًا، ووجاهة قوله تبدو في اعتماده على ملاحظة تفاوت الناس في الفهم والتدبير والاستقراء لسلوكهم.

5- يعيب أبو سليمان على أهل الكلام أنّ ما يستعملونه ليس عقلًا خالصًا بل شبيه بالعقل يخالطه الهوى والتعصّب والتقليد واللجاج، ويرجع هذه العيوب إلى فساد منهجهم واعتمادهم الجدل الظاهريّ بدل التأمّل المفضي إلى اليقين والتألّه.

6- العقل عند التوحيدي قوّة نورانيّة مميِّزة، لا تُدرَك حقيقتها كلّيًا، ولا توجد كاملةً في فرد، بل تتفاوت أنصبتها بين الناس، وهو الذي يرفع الإنسان فوق الحيوان. يرتكز هذا التصوّر على خلفيّة فلسفيّة عقلية تقوم على المنطق والاستقراء ونقد الكلام الجدليّ.