شرح نص خصب الكثرة - بكالوريا آداب - الرواية العربية

شرح نص خصب الكثرة

التقديم :

نصّ «خصب الكثرة» مأخوذ من «حدث أبو هريرة قال» لمحمود المسعدي، وهو نصّ وجوديّ يعرض لحظة تحوّل كبرى في مسار البطل، إذ ينتقل من العزلة والعدم إلى الفعل والاندفاع الجماعي. يعكس النص رؤية المسعدي للوجود القائم على الحرية والتجربة والصدام بالواقع.

الموضوع :

يصف الراوي تحوّل الجماعة من الخضوع والذلّ إلى الثورة، ويكشف عن دور أبي هريرة في تحريكها، ثم يعرض النتائج العنيفة لهذا الفعل الجمعيّ وما تركه من إحساس بالامتلاء، وهو ما يسمّيه «خصب الكثرة».

التقسيم :

1. صورة الجماعة قبل التحوّل

   • جماعة ذليلة، جائعة، خاضعة لسلطة مستبد.
   • تشبيهها بالحيوانات والكلاب على الجثث.

2. دعوة أبي هريرة للجماعة

   • خطاب وعظيّ تحريضيّ قائم على الاستفهام والصور الصادمة.
   • محاولة إيقاظ الوعي وشحن الإرادة.

3. تحوّل الجماعة إلى الفعل والثورة

   • اندفاع شامل يجتاح البلاد.
   • لذّة الفعل الوجودي رغم طبيعته العنيفة.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

بناء واتساق

1- النص يقع في مرحلة عودة أبي هريرة إلى الناس بعد فشل تجربة العزلة، وتمثّل لحظة الانتقال من السكون إلى الفعل والامتداد نحو تجربة «الكثرة» بما فيها من توتر وثراء.

2- ينقسم النص بحسب تحوّل الجماعة: قبل التغيير حيث يسود الذلّ والنهش، وبعده حيث ينفجر الفعل الثوري. هذا التحوّل يكشف تصاعد الحركة ودرجات وعي الجماعة.

3- الجماعة في البداية صورة للانحطاط: ذئاب وصادون وعبيد، ثم تصبح كتائب متمرّدة. والتحوّل نجاح من جهة إيقاظ الإرادة، لكنه يحمل فشله لأنه ينتهي إلى العنف الأعمى.

4- اعتمد أبو هريرة الاستفهام الإنكاري، والصور الحسية الصادمة، والأوامر، والتشبيهات. أثّر ذلك في الجماعة بخلق صدمة ووعي جديد دفعها للحركة.

5- ذكر أماكن عربية واسعة يدل على اتساع الثورة وشموليتها، مما يعطي الفعل طابعًا رمزيًا وتاريخيًا يتجاوز حدود الجماعة الصغيرة.

6- الراوي هو نفسه الشخصية (استعمال: وجدتكم، قلت، قمت...). هذا يعزز صدق التجربة وعمقها الوجودي ويخلق سردًا ذاتيًا اعترافيًا.

7- إعادة التجربة رغم الفشل تكشف جوهر البطل الوجودي: البحث الدائم عن المعنى وعدم الاستسلام، فالوجود يتحقق بالفعل لا العزلة.

8- كهلان رفيق أبي هريرة وراوي تجربته، له دور الشاهد والمستمع والملازم له في ضعفه ومرضه، مما يضفي على السرد مصداقية وعمقًا إنسانيًا.

التقويم والنقاش

9- التغيير يحمل بذور الفشل لأنه غير مبني على وعي ثابت، ولأن الجماعة انتقلت من سلبية الذلّ إلى سلبية العنف، دون تأسيس فعلي لحرية مسؤولة.

10- لا ينطبق قول سارتر تمامًا، لأن حرية أبي هريرة لم تُبن على احترام حرية الآخرين، بل على تحريكهم من الخارج بالخطاب والتحريض، مما يجعل حريتهم تابعة لا أصيلة.

بلاغة – الاستفهام

الاستفهامات في النص جاءت بمعاني النفي («أفأنتم راضون؟») والأمر («ألا توقدونها؟»). وهي أدوات تحريض واستنهاض، تعتمد على المقام الخطابي الذي يجعل السؤال وسيلة للضغط والإثارة.

التمييز

تركيب «تأكلونها نظرا وتتلمظون لها شفاها» هو تمييز منقول عن الفاعل، يمنح الصورة دقة وقوة ويعكس البصمة الأسلوبية للمسعدي القائمة على البيان والابتكار.