شرح نص إني راحل عنك - بكالوريا آداب - الرواية العربية

شرح نص: إني راحل عنك

التقديم :

نصّ سردي وجودي مستوحى من رواية "حدث أبو هريرة قال" لمحمود المسعدي، يصوّر أزمة الإنسان بين الجسد والروح، ويكشف صراع أبي هريرة بين غواية المتعة ورغبته في التحرّر منها بحثًا عن معنى أسمى للحياة.

الموضوع :

يستعرض النصّ لحظة انهيار العلاقة بين أبي هريرة وريحانة، مبرزًا تحوّلات نفسيّة وفكريّة عميقة تدفعه إلى الرحيل بحثًا عن المطلق، مقابل تمسّك ريحانة بالبيت والجسد.

التقسيم :

1. ريحانة قبل التغيّر — وصف حالها وامتلائها بالجسد واللذة.

2. مرحلة التوتّر — تغيّر أبي هريرة وظهور الاختلاف بينهما.

3. القطيعة والرحيل — إعلان أبي هريرة الانفصال ومغادرته النهائية.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم والتحليل :

الإجابات

1- نعم، العنوان يكشف طبيعة النص، لأنه يهيّئ القارئ لمتابعة اعتراف وجودي، ويبرز أزمة الجسد والروح التي يواصل النصّ كشفها.

2- التصدير يربط بين ضعف المتعة الحسية وبين ضرورة البحث عن معنى آخر، وهو مضمون النص نفسه، لذلك يتناغم معه دلاليًا وفكريًا.

3- خطاب ريحانة أطول، وأبو هريرة أقلّ كلامًا. التفاوت يعود إلى اختلاف موقفهما: ريحانة متشبّثة، وهو زاهد ومنسحب.

4- تحوّلت من ممتلئة بالحياة والجسد إلى خائبة مكسورة. ولم يكن هذا ما تريد، لأن غايتها كانت الاستمرار لا الفقد.

5- أضاف النصّ صورة الإنسان القلِق، الرافض للبيت واللذة، والتائق إلى معنى يتجاوز الجسد.

6- الاختلاف ناجم عن تضادّ جوهري: هي حسّية أرضيّة، وهو وجوديّ يسعى إلى المطلق، فلا يلتقيان.

7- من عبارات الرحيل: "إني راحل عنك"، "كره البيوت". الرحيل رمزي وجسدي، يدلّ على الانفصال النهائي، وعلى انتقاله من عالم الجسد إلى عالم الفكرة.

8- الشمس رمز للمطلق والحقيقة. كان يتوق إليها لأنه يطلب الحقيقة، ويخافها لأنها تكشف ضعفه. لم تترحّم عليه لأنها بقيت مجروحة ومتألمة من فراقه.

النقاش :

العلاقة بينهما قائمة على الاشتهاء لا على التكافؤ الروحي: ريحانة امرأة حرّة تلائم نزواته، لكنّها لا تلائم مشروعه الوجوديّ، لذلك لم يرَ فيها إلا جسدًا جميلاً، بينما ظلّ يبحث عن معنى أعلى من المتعة.

التوظيف الرمزي :

رمز البيت: يرمز إلى الجسد والاستقرار والخضوع للمكان. لذلك يرفضه أبو هريرة لأنه يرى فيه قيدًا يحجز الروح.

رمز الشمس: تمثل المطلق والنور، وهي عند أبي هريرة هدف لا يتحقق، يتوق إليه ويخشاه في آن، مثل بحث الإنسان عن الحقيقة التي تعريه.