شرح نص: أصول السياسة الراشدة
التقديم :
النصّ من أدب السياسة في كتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيّان التوحيدي، يعالج فيه علاقة الحكمة بالملك، وينقل حوارًا بين الوزير البويهي وابن المقفع وأبي سليمان المنطقي حول أسس الحكم الراشد، مركزًا على خطر الانغماس في اللذّات وأهمية اليقظة السياسية.
الموضوع :
يعرض التوحيدي نماذج من الفكر السياسي القديم لبيان شروط الحكم الرشيد، كتعقّل الملك، وتجنّب الانغماس في الشهوات، وحفظ الهيبة، ومراقبة شؤون الدولة، مع إبراز دور العقل في تنظيم الحكم.
التقسيم :
- قول ابن المقفع: نقد الهوى والتهاون والجهل (الأسطر 1–5).
- حوار كسرى والوزير: رأي كسرى في التمتع ورأي الوزير في خطره (الأسطر 6–15).
- اعتراض أبي سليمان المنطقي: تفصيل شروط الحكم الراشد (الأسطر 16–25).
- ردّ فعل الوزير: معالجة الغلاء ورعاية الرعية (الأسطر 26–40).
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل
1- المتكلم التوحيدي، المخاطب الوزير ابن سعدان، والعلاقة فكرية سياسية، والموضوع أسس الحكم الراشد، والسياق طلب الوزير سماع حكم وأخبار.
2- قول ابن المقفع يمهّد للنص لأنه يضع قاعدة العقل ومقاومة الهوى التي بُني عليها كامل الحجاج السياسي.
3- نصح الوزير ملكه بتقليل الشراب والانشغال بشؤون الدولة، بينما رأى كسرى أن العدالة والأمن والعمران تبرّر أخذه بنصيبه من اللذة.
4- ردّ أبو سليمان بحجج أخلاقية وعقلية وزمنية وسياسية، مربوطة بكلام ابن المقفع، مرتبة من الأخف إلى الأخطر لضمان قوة الإقناع.
5- اعتمد أسلوبًا عقليًا متدرجًا جعل حججه قوية ومؤثرة، وقدّم صورة السائس المثالي: العاقل، الساهر، الممسك بهيبته، والملتزم بواجباته.
6- قيمة الاستشهاد أنّه يربط الوزير بتراث الحكماء، ويُضفي شرعية ثقافية ومعرفية على النصح دون مواجهة مباشرة للسلطة.
7- وظائف التوحيدي: النصح، النقد السياسي، الإصلاح، وترسيخ العقلانية عبر عرض نماذج تاريخية وجعلها أدوات للتعقّل.
النقاش :
* للسائس حياة خاصة، لكن انحرافه يمسّ المصلحة العامة، والعامة والخاصة يحقّ لهم التنبيه لما يضرّ الدولة.
* موقف أبي سليمان دفاع عن الدولة لا معارضة للسلطة، لأنه ينتقد السلوك لا الحكم نفسه.
* النص عملي نفعي لأنه ينطلق من وقائع وتجارب واقعية لا من نظريات مجردة.
البلاغة :
* يوجد التوليد في مقاطع أخرى، إذ تتحوّل أخبار الجمل إلى مبتدآت لاحقة، ما يجعل الخطاب مترابطًا متصاعدًا.
* الاستفهام في «فلمَ تُمنع فرحة؟» يفيد الاحتجاج، وفي «فكيف كان رضاه؟» يفيد الاستفسار الاستنكاري.
الحقل المعجمي :
حقل السياسة والتدبير (الملك، العدل، النظام، الهيبة، الرعية…) ويتسم بطابع عقليّ عملي يركّز على الإصلاح والحكمة.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire