تعبير عن مهنة النجار - وصف مهنة النجار
في صباحٍ هادئٍ من أيام الصيف، مررتُ أمام ورشةٍ صغيرة تفوح منها رائحة الخشب الطازج. توقّفتُ عند الباب لأتأمّل المشهد، فرأيت النجار منهمكًا في عمله، كأنّه فنانٌ يرسم لوحته بيديه الخشنتين اللتين تعبّان من كثرة العمل، لكنّهما لا تعرفان الكلل.
كان النجار واقفًا أمام طاولته الكبيرة، وقد تناثرت حوله قطع الخشب بأحجامٍ وألوانٍ مختلفة، ورائحة نشارة الخشب تملأ المكان وتبعث في النفس دفئًا وطمأنينة. أمسك بمطرقةٍ صغيرة ومسمارٍ لامع، وأخذ يثبّت اللوحين بدقّةٍ وإتقانٍ عجيبين، حتى بدا وكأنه ينسّق بين الحديد والخشب في انسجامٍ كاملٍ.
كان وجهه يلمع بقطرات العرق، ولكنّ عينيه تشعّان بتركيزٍ ورضا، وكلّ ضربة من مطرقته كانت كأنها نغمة موسيقية في لحن العمل. وحين انتهى من التثبيت، أخذ المبرد وصار يصقل الخشب بمهارة، حتى صار ناعمًا كالحرير. ثمّ بدأ يرسم بالقلم خطوطًا دقيقة، يقيسها بعناية، ليقطعها بالمنشار الكهربائي الذي يصدر صوتًا قويًا يشقّ سكون المكان.
ما أدهشني هو نظامه وصبره؛ فكل حركة منه مدروسة، وكل قطعة من الخشب يعرف مكانها جيدًا. وبعد ساعاتٍ من الجهد، ظهرت أمامي خزانةٌ أنيقةٌ تزيّنها النقوش والزخارف البسيطة. ابتسم النجار وهو ينظر إليها، فشعرت أن سعادته لا تقل عن سعادة الرسّام بلوحته أو الشاعر بقصيدته.
هذه المهنة، رغم بساطتها، تحتاج إلى ذكاءٍ ودقّةٍ وصبرٍ طويل، لأنّ الخطأ الصغير قد يفسد عملاً استغرق ساعاتٍ من التعب. لكن النجار الحقيقي لا يملّ، بل يجد في كل قطعة يصنعها متعةً وفخرًا، لأنها تحمل أثر يديه وروحه الإبداعية.
وفي المساء، عندما أغلقت الورشة أبوابها، ظلّت رائحة الخشب تعبق في الهواء كأنها تذكّر الناس بأنّ في هذا المكان رجلاً يصنع الجمال بيديه. عندها أدركت أنّ مهنة النجار ليست مجرد وسيلة للرزق، بل هي فنٌّ نبيلٌ يجمع بين القوة والإبداع، ويُظهر قيمة العمل اليدوي الذي يبني الحضارات ويمنح الأشياء روحًا من الحياة.
كان النجار واقفًا أمام طاولته الكبيرة، وقد تناثرت حوله قطع الخشب بأحجامٍ وألوانٍ مختلفة، ورائحة نشارة الخشب تملأ المكان وتبعث في النفس دفئًا وطمأنينة. أمسك بمطرقةٍ صغيرة ومسمارٍ لامع، وأخذ يثبّت اللوحين بدقّةٍ وإتقانٍ عجيبين، حتى بدا وكأنه ينسّق بين الحديد والخشب في انسجامٍ كاملٍ.
كان وجهه يلمع بقطرات العرق، ولكنّ عينيه تشعّان بتركيزٍ ورضا، وكلّ ضربة من مطرقته كانت كأنها نغمة موسيقية في لحن العمل. وحين انتهى من التثبيت، أخذ المبرد وصار يصقل الخشب بمهارة، حتى صار ناعمًا كالحرير. ثمّ بدأ يرسم بالقلم خطوطًا دقيقة، يقيسها بعناية، ليقطعها بالمنشار الكهربائي الذي يصدر صوتًا قويًا يشقّ سكون المكان.
ما أدهشني هو نظامه وصبره؛ فكل حركة منه مدروسة، وكل قطعة من الخشب يعرف مكانها جيدًا. وبعد ساعاتٍ من الجهد، ظهرت أمامي خزانةٌ أنيقةٌ تزيّنها النقوش والزخارف البسيطة. ابتسم النجار وهو ينظر إليها، فشعرت أن سعادته لا تقل عن سعادة الرسّام بلوحته أو الشاعر بقصيدته.
هذه المهنة، رغم بساطتها، تحتاج إلى ذكاءٍ ودقّةٍ وصبرٍ طويل، لأنّ الخطأ الصغير قد يفسد عملاً استغرق ساعاتٍ من التعب. لكن النجار الحقيقي لا يملّ، بل يجد في كل قطعة يصنعها متعةً وفخرًا، لأنها تحمل أثر يديه وروحه الإبداعية.
وفي المساء، عندما أغلقت الورشة أبوابها، ظلّت رائحة الخشب تعبق في الهواء كأنها تذكّر الناس بأنّ في هذا المكان رجلاً يصنع الجمال بيديه. عندها أدركت أنّ مهنة النجار ليست مجرد وسيلة للرزق، بل هي فنٌّ نبيلٌ يجمع بين القوة والإبداع، ويُظهر قيمة العمل اليدوي الذي يبني الحضارات ويمنح الأشياء روحًا من الحياة.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire