dimanche 23 novembre 2025

تعبيرعن مهنة المعلمة - وصف المعلمة

تعبيرعن مهنة المعلمة - وصف المعلمة

في صباحٍ هادئٍ، دخلتُ إلى القسم فإذا بمعلمتنا واقفة قرب السبورة، ترتّب دفاتر التلاميذ وتستعد لبدء الدرس. كانت ترتدي ثوبًا بسيطًا أنيقًا، وتضع نظارات خفيفة تزيد ملامحها وقارًا وهيبة. ابتسمت حالما رأتنا ندخل، فانتشر في القاعة شعورٌ دافئ بالطمأنينة والاحترام.

بدأت المعلمة حصتها بصوت واضحٍ دافئ، تشرح الدرس خطوة بخطوة حتى يفهمه الجميع. كانت تمسك بالطبشورة وتخطّ على السبورة خطوطًا مرتّبة، وتنتقل بعينيها بين التلاميذ لتتأكد أنّ كل واحد منهم يتابع معها. لم تكن تفرض الصمت فقط، بل كانت تجعلنا نشارك ونفكر ونجيب، لأنّ التعليم عندها ليس حفظًا آليًّا، بل مشاركةٌ حيّة بين عقلها وعقولنا.

كانت المعلمة تتحرك بين الطاولات بخفة، تساعد هذا، وتشجع ذاك، وتنبه آخر، لكن دائمًا بنبرة لطيفة توحي بالحب والاهتمام. وإذا أخطأ أحد التلاميذ، لم تغضب، بل تعيد الشرح من جديد بابتسامة صبورة، وكأنها تقول له: “الخطأ هو طريقٌ للفهم”.

وما أعجبني أكثر هو أنّها لم تقتصر على شرح الدروس فقط، بل كانت تعلّمنا الانضباط، احترام الوقت، التعاون، والأخلاق الحسنة. فقد كانت تؤمن أنّ مهمتها أكبر من تلقين المعلومات، وأنّ دورها الحقيقي هو تربية جيلٍ واعٍ ومسؤولٍ ومحبّ للعلم.

وعندما ينتهي اليوم الدراسي، نغادر القسم ونحمل معنا ما تعلمناه، بينما تبقى هي جالسةً خلف مكتبها تصحّح الدفاتر وتستعد لدرس الغد. ورغم التعب الذي يظهر في يديها ووجهها، إلا أن عينيها تلمعان برضا كبير لأنها تعلم أنّها تبني بالمحبة عقول المستقبل.

إنّ مهنة المعلمة من أسمى المهن وأرفعها مكانة، فهي نورٌ يضيء طريق التلاميذ، وصوتٌ ينشر المعرفة، ويدٌ تمسك بأيدينا لنعبر بها خطوات الحياة الأولى بثقة وأمان. ولهذا نستحق أن نقدّرها ونحترم جهودها ونستوعب دروسها، لأنها تبقى بالنهاية مربيّة الأجيال وصانعة المستقبل.

مهنة المعلمة

0 commentaires

Enregistrer un commentaire