mercredi 26 novembre 2025

شرح نص عوائق المعرفة - بكالوريا آداب - أبو حيّان التوحيدي

شرح نص عوائق المعرفة

التقديم :

هذا النص مقطوعة من كتاب «المقابسات» لأبي حيّان التوحيدي يروي فيها كلام شيخه أبي سليمان عن أصول معارف الناس وتداخلها، وما ينشأ عن ذلك من التباس في إدراك الحقائق، ثم يبيّن منزلة من وُفِّق لتجاوز هذه العوائق من الفلاسفة الكبار والبررة الأخيار بعونٍ من التزكية والعصمة الإلهية.

الموضوع :

يبيّن النص تعدّد أصول المعرفة عند الإنسان وتجاورها وتلابسها وما تسببه من اضطراب في إدراك الحقيقة، مع التأكيد على أن الطبيعة البشرية قاصرة عن اليقين الخالص إلا لمن زكّى نفسه ووُهِب لباس الرحمة والعصمة.

التقسيم :

  1. من بداية النص إلى «ولا يصفو الباطل بالحق»

    • عرض أصول المعارف عند الناس والثنائيات التي تتكوّن منها، وبيان تداخلها وتجاورها.
  2. من «لتوضحت الأشياء بأعيانها» إلى «وجه ولا يفارقها من وجه»

    • توضيح أثر هذه الأصول في تعكير المعرفة، وذكر فرضية صفائها، ثم وصف قصور الإنسان لطبيعته العنصرية والفلكية.
  3. من «يفارقها بأن يميت هوائجها» إلى نهاية النص

    • بيان حال من خصّه الله بالرحمة والعصمة، وملامح الفلاسفة الكبار والبررة الأخيار وأثر كلام أبي سليمان في جلسائه.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم والتحليل :

1- تقوم بنية النص على عرض أصول المعارف وتقسيمها، ثم بيان تداخلها وشوبها للمعرفة، يلي ذلك فرضية صفاء هذه الأصول وما يترتب عليها من يقين، ثم وصف طبيعة الإنسان العاجزة، وأخيرًا تقديم نموذج الفلاسفة الكبار الذين يقتربون من هذه الحال المثلى.

2- الأصول ثنائيات أو أزواج متجاورة مثل: الظن/الوهم، الحس/العقل، العلم/الحدس، اليقين/الشك، الغالب/السابق، الإلهام/الإيجاس، والخاطر/السائح/اللائح؛ تجمع بين مصدر يقيني وآخر ظني أو حدسي، وتتداخل في النفس فتشكّل مجمل معارف الإنسان.

3- نعم، فهي عوائق؛ لأن أبا سليمان يقرر أن «لن يخلص مطلب من المطالب ولا مذهب من المذاهب من شوب منها» ويضيف أنه لو خَلص مظنونه من موهومة وتميّز المحسوس من المعقول لتوضّحت الأشياء بأعيانها، مما يدل على أن امتزاج هذه الأصول يحجب الحقيقة الكاملة.

4- الإنسان عند أبي سليمان مخلوق «مضروب بالظن والحدس، مصنوع بالعقل والحس، مردّد بين النقص والزيادة، معرض للشقاء والسعادة»، متعلق بطبيعته العنصرية والفلكية، عاجز عن اليقين التام إلا بعون العصمة؛ وهذا التصور يستند إلى خلفية فلسفية عقلية متأثرة باليونان، وإلى رؤية دينية تؤكد ضعف الإنسان وحاجته إلى الهدى الإلهي.

5- افتراض عدم التلابس بين الثنائيات أسلوب حجاجي يقوم على رسم حالة مثالية مستحيلة التحقيق ليبيّن بوضوح أن المعرفة الصافية مرهونة بشرط لا يتوفر للإنسان، فيقوّي البرهان على محدودية العقل البشري وعوائق إدراك الحقيقة.

6- الفلاسفة الكبار والبررة الأخيار هم الذين «يميتون الهوائج» ويُسكنون «الموائج» ويحمدون واهبها ويقتدرون على بلوغ الغاية؛ شرط ذلك تزكية النفس، وقوة العقل، والتوفيق الإلهي الذي يرفعهم إلى «الذروة العليا» ويقرّبهم من الزلفى.

7- الحال المذكورة يغلب عليها طابع العطية الإلهية؛ فهي مرتبطة بأن «يلبسه الله لباس الرحمة ويغشيه غشاء العصمة» فيصير قوله صوابًا وفعله واجبًا واعتقاده حقًّا، مع بقاء نصيبه من الكسب في السعي إلى إماتة الهوى وتهذيب النفس.

8- يتجلى المنزع العقلي في النص في تصنيف أصول المعرفة وتصنيفها في ثنائيات، واستعمال مصطلحات منطقية ومعرفية دقيقة، واعتماد الفرض العقلي «لو خلص مظنونه من موهومة»، والربط بين الأسباب والنتائج في فساد المعرفة أو صفائها، ونقد الطبيعة البشرية من زاوية معرفية، مع تعظيم دور العقل والفلاسفة في الاقتراب من اليقين.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire