شرح نص ثم لبس الصوف - بكالوريا آداب - الرواية العربية

شرح نص ثم لبس الصوف

التقديم :

نص «ثم لبس الصوف» مأخوذ من رواية حدث أبو هريرة قال… لمحمود المسعدي، ويمثل مرحلة انتقالية في رحلة أبي هريرة الوجودية بعد ضياعه وفشله في التجربة الجماعية، حيث يلجأ إلى الدير بحثًا عن اليقين والسكينة الروحية، فيلتقي بظلمة والرهبان، ويدخل تجربة رهبانية تقوم على الزهد ولبس الصوف، في محاولة لتحرير النفس من الحسّ والانشداد إلى المطلق.

الموضوع :

يتناول النصّ رحلة أبي هريرة إلى الدير فرارًا من ضياعه وقلقه، حيث يخوض تجربة روحية جديدة تقوم على الزهد، ويكشف عن صراعه الداخلي بين الحسّ والعقل والروح، وعن اللقاء الحاسم بينه وبين ظلمة الذي ينتهي إلى تحوّل جديد في مساره الوجودي.

التقسيم :

1. قدوم أبي هريرة إلى الدير (من البداية إلى سؤال وجود الله والشيطان)

2. حوار أبي هريرة مع ظلمة والرأس (سلسلة الأسئلة الوجودية)

3. لبس الصوف ودخول التجربة الرهبانية (الفقرة الأخيرة)

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم والتحليل :

بناء ومعنى

1- يتميّز الدير بالعلوّ والانقطاع وصعوبة الوصول، ويرمز للارتقاء الروحي والبحث عن المطلق بعيدًا عن العالم الأرضي.

2- التصدير يبرّر تحوّل أبي هريرة نحو الدين ويكشف خلفية ضياعه، وهو ضروري لتهيئة القارئ لطبيعة التجربة الروحية.

3- ملامح ظلمة: بصيرة، روحانية، حارسة للدير، منجذبة للنور. ملامح ريحانة: حسية، أرضية، مرتبطة بالجسد. الفرق: ظلمة تمثل البصيرة، وريحانة تمثل الحسّ.

4- بدأ كل منهما من مسار مختلف: ظلمة من الإيمان، وأبو هريرة من الشك، لكن كلاهما وصل إلى البحث عن الحقيقة وتجاوز الحسّ.

5- الصعود رمز للارتقاء الروحي، والنزول رمز للعودة إلى الواقع بعد خوض التجربة، أي حركة بين الأرض والسماء.

الدلالة والأسلوب

6- أقوال أبي هريرة متوترة، قائمة على الاستفهام الوجودي، تعبّر عن صراع داخلي ورغبة حادة في المعرفة، وتحمل رمزية التمرّد والبحث الحر.

7- العبارات: «أوضح وأضوى»، «أشد ما رأيت شوقًا»، «كأن روحه البصر». ترتبط بلفظ "ظلمة" بعلاقة مفارقة (ظلمة = نور)، وتكشف مصير الشخصيتين: ظلمة في طريق الكشف، وأبو هريرة في شوق دائم إلى النور.

8- الفقرة الأخيرة تقدّم سردًا مجملًا للتحوّل الروحي. هو لا يعود للحسّ القديم، بل يعيش تجربة جديدة توحّد بين الحسّ المروّض والروح المتطلعة إلى المطلق.

النقاش :

خصّ المسعدي هذا النصّ بإطار مسيحي لأنّ الدير والرهبنة يشكّلان فضاء عالميًا للزهد، ولأن هذا الإطار يتيح الحديث عن التجربة الروحية بحرية دون الارتباط بالأطر الإسلامية التقليدية، مما يعطي النص بعدًا إنسانيًا فلسفيًا عامًا.