شرح نص الكلمة الطيبة - بكالوريا آداب - رسالة الغفران

شرح نص : ضياع صكّ التوبة

التقديم :

النصّ قصصي تخييلي من "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري، يصوّر مغامرة ابن القارح في المحشر ومحاولته النجاة بالحيلة والشعر. يمزج المعري بين السخرية والتخييل، ويبرز عبث الإنسان يوم الحساب وضعف حججه أمام العدالة الإلهية.

الموضوع :

يصف النصّ محاولات ابن القارح للبحث عن شفاعة عبر حمزة ثم عليّ، ثمّ ضياعه لصحيفة توبته، وما يتّصل ذلك من خصومات نحوية ومواقف ساخرة تكشف عجزه وخوفه وتوهماته في يوم الحساب.

التقسيم :

1. لقاء حمزة ومحاولة الاستشفاع
   • استمالته بالشعر ثمّ توجيهه نحو عليّ.
2. مشهد أبي علي الفارسي والخصومات اللغوية
   • تخاصم حول الروايات اللغوية والحركات.
3. ضياع صك التوبة والبحث عن الشهود
   • النداء على القاضي وإثبات التوبة بصعوبة.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

تحليل مختصر

1- المقطع يتوسّط السرد ويشكّل تطوّرًا جديدًا في أزمة ابن القارح، حيث ينتقل من محاولة الشفاعة إلى ورطة ضياع صحيفة توبته، مما يزيد التوتر والسخرية في الحدث.

2- يكشف الحوار الداخلي عن خوفه وارتباكه، وتفكيره في تبرير مواقفه والتخلّص من غضب النحاة، وهو موجّه لنفسه، ووظيفته إبراز ضعفه وقلقه أمام الحساب.

3- صوّره في النداء مقدّسًا قويًا، وفي الحوار الداخلي شاعرًا يمكن استدراره بالمَدْح؛ الأولى تقديس، والثانية نفعية تكشف مكر ابن القارح.

4- جمع المعري شخصيات من عصور مختلفة (حمزة، عليّ، النحاة)، فخلق تداخلاً بين التاريخ والخيال، مما ولّد سخرية وتعجيبًا وكسرًا للمنطق الزمني.

5- حمزة مشغول بنفسه يوم الحساب ولا يملك الشفاعة؛ وتفويق عليّ يوظّفه المعري لنقد الاعتقاد بالمبالغة في فضل آل البيت، فيظهر نقدًا ضمنيًا لفكرة الشفاعة العائلية.

6- الخلاف حول رفع حرف أو ضمه وعود الضمير. إثارتها سببها ما نسبه ابن القارح إليهم. موقف المعري ساخر يرى هذه الخصومات تافهة، وابن القارح يصفها بأنها أمور لا دم فيها ولا مال.

7- المشاهد الساخرة: خصومة نحوية في المحشر، سقوط ابن القارح خوفًا، وإنكار النحاة لحركات الحروف. المفارقة هي حدوث توافه لغوية في مقام حساب أخروي رهيب.

8- طرح المعري مسألة التوبة والوساطة والشعر ليكشف زيف الاتكال على غير العمل، ونقد التوسّل والبحث عن الواسطة في الدين.

9- يرى أن التوبة مسؤولية فردية، والشفاعة ليست مضمونة، ويوم الحساب قائم على العدل لا على الوساطات، مما يعكس عقلانية واضحة.

10- التشويق نابع من تنقّل المشاهد، كثرة المفارقات، وورطة ضياع صك التوبة التي تجعل القارئ يتابع بشغف مصير ابن القارح.

النقاش :

القرآن يجعل الحساب فرديًا: "فمن يعمل مثقال ذرة..." والشفاعة لا تكون إلا بإذن الله، لذلك لا يمكن الجزم بخصوصية آل البيت بها. رؤية المعري تميل لرفض الوساطة البشرية والتركيز على المسؤولية الفردية.