شرح نص فضيلة الاختلاف
التقديم :
نصّ حجاجي لأبي حيان التوحيدي مأخوذ من كتاب «الإمتاع والمؤانسة»، يعود إلى القرن الرابع الهجري، يَرِدُ في شكل حوار بين الوزير وأهل الفكر حول أسباب آفة الخلاف بين أصحاب المذاهب الدينية وانعكاس التعصب على وحدة الأمة، ويندرج ضمن محور المنزع العقلي.
الموضوع :
يعالج التوحيدي في هذا النصّ سؤال منشأ الاختلاف بين المذاهب، فيرفض التفسير السطحي القائم على اختلاف الأديان، ويبيّن أنّ الاختلاف نتيجة حتمية لتفاوت العقول والطباع والفِطَر، وأنّ الآفة الحقيقية تكمن في التعصب والهوى لا في الاختلاف نفسه.
التقسيم :
-
من «قال الوزير من أين دخلت الآفة…» إلى «وليس كذلك المذاهب»: طرح المشكلة والجواب الأول مع اعتراض الوزير.
-
من «فقيل هذا صحيح…» إلى «وعكس الأمر»: بناء أطروحة التوحيدي وتعليل حتميّة الاختلاف باختلاف العقول والطباع والفِطَر.
-
من «وقد قيل إذا لم يكن ما تريد…» إلى نهاية النص: تأكيد استحالة رفع الاختلاف وذكر أمثلة حيّة على التعصب والانقسام.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل
1- ينقسم النصّ إلى سؤال الوزير عن سبب الآفة، ثم جواب أول مرفوض، ثم جواب التوحيدي المفصّل الذي يعلّل الاختلاف تعليلاً عقليًّا.
2- كان محاجًّا لأنه اعترض وناقش وميّز بين اختلاف الأديان والمذاهب، معتمدًا في ردّه على قداسة مصدر الأديان وربانية الأنبياء في مقابل بشرية اجتهادات المذاهب.
3- استخدم حججًا عقليّة (تفاوت العقول والفِطَر والطباع) وواقعيّة تاريخية (اختلاف الناس في تفضيل البلدان والأشخاص وأمثلة مرعوش وفضل)، وأقواها في نظري الحجة العقليّة القائمة على اختلاف العقول.
4- ساير الوزير حين أقرّ بصحّة اعتراضه ثم عدّل عليه بربط الاختلاف بطبيعة العقل البشري وتعدّد الفطر، والغرض تهدئة الخصم واستمالته وتقوية الحجة دون صدام مباشر.
5- يظهر من النصّ انتشار الجدل الكلامي والمناظرات، واهتمام العلماء بالعقل والتحليل والقياس، ممّا يدلّ على حياة فكرية نشيطة لكنها مهدَّدة بالتعصب بين المذاهب.
6- المنزع العقلي حاضر في الموضوع لأنه يتناول مسألة نظرية هي الاختلاف بين المذاهب، وحاضر في الطريقة بما فيها من تعليل وقياس واستدلال منظّم.
7- الاختلاف المقبول عند أبي سليمان هو ما لا يمسّ أصل الدين، ويُسمح فيه بالسؤال بقدر ما يؤكّد العقيدة ويدفع الشبهة دون إفراط يفضي إلى الشكّ والطعن.
8- آفة الاختلاف في رأي التوحيدي هي التعصب واللجاج والهوى واتباع المزاج، ومعالجتها تكون بقبول الاختلاف كفطرة بشرية، والاحتكام إلى العقل والتسامح وترك العصبية للمذهب والرأي.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire