شرح نص ابن القارح - بكالوريا آداب - رسالة الغفران

شرح نصّ ابن القارح – رسالة الغفران

التقديم :

يندرج هذا النص ضمن أدب الرحلة التخييلي في "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعرّي، حيث يروي ابن القارح ما عاشه في الموقف يوم القيامة وما اعترضه من عطش وخوف وطول الانتظار، ومحاولاته الفاشلة للتقرّب من الملائكة بالشعر طلبًا للدخول إلى الجنة.

الموضوع :

يصف النصّ ما تعرّض له ابن القارح عند وقوفه للجزاء، وكيف حاول بطرق دنيوية كالشعر استجلاب رضا الملائكة للدخول إلى الجنة، ولكن محاولاته باءت بالفشل. ويستغل المعري هذا الموقف للسخرية من المدّاحين، ولبيان الفارق بين عالم الدنيا وعالم الآخرة.

التقسيم :

1. سرد معاناة الموقف
   • العطش، الحرّ، طول الانتظار، الخوف من الغرق في العرق.
2. محاولة التقرّب لرضوان بالشعر
   • نظم قصائد باسمه ثم عرضها عليه دون جدوى.
3. محاولة التقرّب لزفر بالشعر
   • تكرار الفعل نفسه والفشل ذاته، وانتهاء بخيبة أمل.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

بناء واتساق

1- يندرج زمن هذا النص في مرحلة الوقوف للحساب، أي قبل دخول الجنة، حين كان ابن القارح ما يزال ينتظر حسم مصيره.

2- يتكوّن النص من ثلاثة مقاطع، ويتناظر المقطعان المتعلقان بمدح رضوان وزفر في استعمال الشعر وسوء التفاهم وفشل المسعى، بينما الأول منفصل بوصف المعاناة.

3- سرد ابن القارح بنفسه لإبراز سذاجته وكشف تناقضاته. يتجلّى السارد حين يصف حاله ومعاناته، ويختفي حين يمرّر المعري نقده وسخريته. والغاية الجمع بين السرد الذاتي والتهكم.

4- لجأ إلى الشعر لأنه وسيلته الدنيوية التي اعتاد بها التقرب من السلاطين. لم ينجح لكونه لا قيمة للشعر لدى الملائكة، ولأن دخول الجنة لا يكون إلا بإذن الله. والغاية إبراز عبثية التكسّب بالشعر.

معاني الفنّ والسخرية

5- عرّف الشعر بأنه كلام موزون تُدركه الغريزة، وحدّد وظائفه الدنيوية كالمدح والتقرب. والاستطرادات لم تخلّ بالنسق لأنها تخدم السخرية وتكشف طبيعة الشاعر المدّاح.

6- أخرجه المعري في صورة المدّاح الضعيف الساذج، لإبراز نفاق الشعراء وتفاهة أساليبهم أمام الحقائق الكبرى.

7- استعمل قصيدة هجائية ليُظهر جهل ابن القارح بالشعر ويفضح رغبته في التملّق الأعمى دون وعي بمقاصد النصوص.

8- العجيب يتمثّل في مخاطبة الملائكة وجهلهم بالشعر ومحاولته الدخول للجنة بالمدائح. السخرية ظاهرة في المفارقة والتهويل وتشبيه الملائكة بالركود والصماء.

9- أسهم النص القرآني في تشكيل الإطار التخييلي (الآخرة والحساب)، وأسهم الشعر في صناعة المواقف الساخرة وتوليد الأحداث عبر محاولات التقرّب الفاشلة.

التقويم :

يختلف النص عن القصّ التقليدي لأنه يمزج بين التخييل والسخرية والنقد، ويستعمل الموقف الأخروي لإبراز تهافت المديح الدنيوي، مما يجعله نصًا قصصيًا وساخرًا وتعليميًا في الوقت نفسه.

الاحتفاظ بـ : صورة المدّاح في الغفران

يرسم المعري صورة المدّاح بوصفه كائنًا ساذجًا يخلط بين الدنيا والآخرة، ويعجز عن إدراك المعاني الكبرى، مما يكشف فساد ثقافة التكسّب بالشعر في عصره.

التوظيف :

مقارنة مختصرة بين نص ابن القارح ونصوص الغفران الأخرى:

المجال	مواطن التماثل	مواطن التباين
العجيب	رحلة في الآخرة، لقاءات مع شعراء وملائكة.	هنا التركيز على السخرية من المدّاح، وهناك التركيز على الشعراء واللغويين.
السخرية	استعمال المفارقة والتضخيم.	في هذا النصّ السخرية موجّهة لابن القارح مباشرة.
الموضوع	نقد المجتمع والثقافة.	هنا النقد منصبّ على تكسّب الشعر.