شرح نص مأدبة في الجنان
التقديم :
يأتي نص «مأدبة في الجنان» من رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، وهو نصّ خيالي يُصوّر ما يجول في خاطر ابن القارح في الجنّة. يكشف النص قدرة الخيال على تشكيل عالم كامل من المتع والولائم، في إطار فني يمزج بين السخرية والتخييل الديني.
الموضوع :
يصف السارد رغبة ابن القارح في إقامة مأدبة عظيمة في الجنّة يدعو فيها الشعراء والعلماء، ويعرض تفاصيل الأطعمة والطيور والأواني والحور والبهائم، في مشهد يجمع بين متع الدنيا وصورها الأخروية، ويكشف عن نظرة دنيوية للنعيم.
التقسيم :
-
وصف إعداد المأدبة (من بداية النص إلى طحن البرّ)
- إحضار الأرحاء المصنوعة من الجواهر والحور العين.
-
مشهد الطهو والذبائح (من حضور الطير إلى إعداد اللحوم)
- تحضير الطيور والدوابّ بلا ألم.
-
الدعوة والضيوف والمائدة (من استدعاء الشعراء إلى الجلوس على الموائد)
- اجتماع الشعراء والعلماء وجلوسهم حول الذهب والفضة.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل
3- وظيفة الشاهد القرآني تأكيد أنّ المتع المعروضة منسجمة مع ما ورد في القرآن، وإضفاء شرعية وقدسية على الخيال وتخفيف حدّة السخرية.
4- تمثلت المتع في الوليمة، الأرحاء، الطيور، الحور، الخدم، والذبائح بلا ألم. طبيعتها دنيوية في أشكالها لكنها أخروية في طريقة حدوثها. وهذا يعكس تصورًا مادّيًا للنعيم قائمًا على إسقاط الرغبات الدنيوية على الآخرة.
5- المدعوون شعراء المخضرمين والإسلام والعلماء والمتأدبون. قُصرت الدعوة عليهم لأن ابن القارح يعدّهم صفوة المجتمع ويميل إلى التجمّل بصحبتهم، وهو ما يكشف سخرية المعري من نزعة التفاخر.
6- الدنيوي: الأكل، الشوي، الموائد، الأرحاء، أصوات البهائم. الأخروي: الحور العين، الأرحاء الجوهريّة، الذبح بلا ألم، الولدان المخلّدون. والسبب أنّ ابن القارح لا يتخيّل الجنة إلا على صورة الدنيا، فيكرر متعها ولكن بلا عناء.
النقاش
دور الله في الجنة هو تحقيق كل ما يخطر ببال ابن القارح دون تعب أو زمن، مما يصوّر قدرة الله المطلقة، لكنه يُستعمل فنّيًا للسخرية من التصورات الإنسانية المحدودة للنعيم.
بمناسبة هذا النص
الكتابة
يتجلى التشويق في نصوص الحشر في رهبة الموقف وجلال المشهد، أمّا في هذا النص فيقوم التشويق على كثرة التفاصيل العجيبة، والخيال الساخر، وتوالي المتع المدهشة. كلاهما يعتمد عنصر المفاجأة، لكنّ نص الغفران يجعل القارئ مشدودًا عبر تضخيم الصورة وإدخال عناصر دنيوية في فضاء أخروي، مما يمنحه طابعًا غرائبيًا فنيًا.
النحو
جُمل الدعاء مثل «أيّد الله مجده» و«عمّره الله بالسرور» صيغ إنشائية تُستعمل للتفخيم في السرد والترسل، وتكشف أثر الزخرفة اللفظية في القص القديم.
التناص
تتفق مآدب القرآن ونص الغفران في تصوير الكرامة والهناء، ويختلفان لأن القرآن يقدّم نعيمًا روحانيًا راقيًا، بينما يجعل المعري النعيم نسخة دنيوية مضخّمة تستعمل للسخرية وإبراز محدودية الخيال البشري.
المعجم
1- من الطيور المذكورة: أنجاج العكارم، جوازل الطواويس، دجاج الرحمة، الفراريج. 2- من الآلات والأواني: الأرحاء من دُرّ وعسجد، الخون من الذهب، الفواثير من اللجين، الصحاف، الأكواب.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire