تعريف الكاتب فرانسيس مور

تعريف الكاتب فرانسيس مور

يُعد فرانسيس مور (29 يناير 1657 – 1715) واحدًا من أشهر الأسماء في تاريخ التنجيم الشعبي في إنجلترا خلال القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر. عُرف بصفته طبيبًا ومنجّمًا، وقد ذاع صيته بفضل كتاباته وتنبؤاته الفلكية التي حازت اهتمام الطبقات الشعبية والعامة، مما جعله شخصية بارزة في تاريخ الثقافة الشعبية البريطانية. وقد ارتبط اسمه بواحد من أقدم وأشهر التقاويم الفلكية السنوية وهو "تقويم مور القديم" الذي استمر انتشاره حتى بعد وفاته.

1- النشأة والتكوين العلمي

ولد فرانسيس مور في 29 يناير 1657 في إنجلترا في فترة كانت العلوم الفلكية والطبية متداخلة مع المعتقدات الروحانية والفلسفية. يُقال إنه بدأ حياته في بيئة متواضعة، ثم تلقّى تعليمه الطبي والفلكي من خلال الاطلاع والدراسة الذاتية في زمن كان العلم فيه يشهد تحولات كبيرة.

برز اهتمامه المبكر بعلم التنجيم والممارسات الطبية التقليدية المنتشرة في عصره، وكان يُعرف بقدرته على الربط بين الحركات الفلكية وحالات الطقس، بالإضافة إلى اهتمامه بالوقاية الصحية وعلاج الأمراض بأساليب ذلك الزمن.

2- أبرز إنجازاته وأعماله

– تقويم مور القديم (Old Moore's Almanack)

يُعتبر إسهامه الأبرز والأكثر شهرة. أصدر مور تقويمًا سنويًا يتضمن:

تنبؤات فلكية وأحداث سماوية

توقعات تتعلق بالطقس والمواسم

نصائح طبية وفلاحية

إرشادات فلكية للمزارعين والبحّارة والمسافرين

حظي التقويم بشهرة واسعة بين عامة الشعب، وخصوصًا بين الفلاحين والتجّار، لأنه كان يقدّم لهم معلومات مفيدة ويسهل عليهم التخطيط لأعمالهم اليومية.

ولم تتوقف شهرة التقويم بوفاته، بل واصل آخرون نشره سنويًا، حتى أصبح ظاهرة ثقافية مستمرة لقرون.

3- الرؤية الفكرية ودوره في المجتمع

كان فرانسيس مور يمثل نموذجًا للشخصية العلمية الشعبية في عصره؛ فهو لم يكن عالمًا أكاديميًا رسميًا، بل ممارسًا يستند إلى المعارف المنتشرة في زمنه، جامعًا بين الطب التقليدي والتنجيم.

رأى الناس فيه مرشدًا عمليًا يساعدهم في فهم الزمن وتغيراته، ويقدم لهم نصائح صحية وفلكية في وقت كان العلم فيه متداخلًا مع المعتقدات الفلكية القديمة.

4- إرثه الثقافي والتاريخي

ترك مور إرثًا مهمًا في مجال التقاويم الفلكية الشعبية، وأصبح اسمه مرتبطًا بعالم التوقعات السنوية والتنجيم الشعبي في إنجلترا. يعد "تقويم مور القديم" من الظواهر الثقافية التاريخية التي استمرت لقرون، وما يزال يُطبع في بعض الأماكن إلى اليوم كجزء من التراث الثقافي البريطاني.

الخاتمة

فرانسيس مور شخصية تاريخية جسّدت تداخل الطب والتنجيم في عصرها، وخلّدت اسمها من خلال تقويم فلكي أصبح جزءًا من ذاكرة الثقافة الشعبية الإنجليزية. ورغم اختلاف النظرة العلمية المعاصرة للتنجيم، فإن تأثيره التاريخي لا يزال حاضرًا بوصفه رمزًا لحقبة فكرية وثقافية مميزة، تركت بصمتها في تاريخ العلم والمجتمع الأوروبي.