mercredi 12 novembre 2025

انتاج كتابي سنة سابعة - محور المدرسة

انتاج كتابي سنة سابعة - محور المدرسة

الموضوع:
قدِم إلى مدرستكم تلميذ جديد، فنشب بينكما خلاف ثم نشأت بينكما علاقة متينة.احك ذلك في نص سردي

المقدمة:

يقول الحكماء: "خير العلم ما نفع، وخير اللباس ما ستر، ومن تواضع رفعه الله." لم أكن أؤمن بهذه الكلمات وأنا صغير، فقد كنت أرى نفسي أفضل من غيري لأنني ابن مدير المدرسة، وكان زملائي يحاولون كسب رضاي ويتجنبون غضبي. كنت أتصرف بتعجرف وظننت أن الجميع يجب أن يقدرني لمكانة والدي، ولم أكن أعلم أن التواضع والاحترام هما سرّ حب الناس.

الجوهر:

في بداية السنة الدراسية، وبينما كنا نستعد لاستقبال العام الجديد في الصف السادس، دخل أبي إلى القسم ومعه تلميذ جديد. كان يبدو غريبًا عن المدرسة، صغير الحجم، نحيف الجسد، يلبس ثيابًا قديمة وبسيطة، سرواله قصير وحذاؤه واسع عليه، ويحمل محفظة مرقعة. عندما رآه زملائي انفجر بعضهم بالضحك وهم يتهامسون ساخرين من شكله، وكنت واحدًا منهم.

جلس ذلك التلميذ بجانبي، فشعرت بالضيق والغضب، وقلت في نفسي: "كيف يجلس هذا الفقير بجانبي أنا ابن المدير؟" لكنني فوجئت أثناء الدرس بأنه يجيب على الأسئلة بسرعة وثقة، وكأنه يعرف كل شيء. كانت كلماته مرتبة وصوته قويًّا، حتى إن المعلم نفسه ابتسم إعجابًا بذكائه. ازددت غيظًا منه، وقررت أن أواجهه في الفسحة.

عندما دق الجرس خرجت مسرعًا، ووقفت أمامه أريد أن أُشعره أنني الأفضل. نشب بيننا خلاف، وبدأنا نتبادل كلمات قاسية. ظننت أنه سيخاف مني، لكنه رفع رأسه وقال بثبات:
"يا ابن المدير، لا تحتقر ابن الفقير. الفتى من يصنع نفسه، لا من يعتمد على أبيه. الجمال في الأخلاق والعقل، لا في الثياب والمظاهر."

تجمدت مكاني مندهشًا من كلامه، فقد كانت كلماته قوية وصادقة. شعرت بالخجل من نفسي وندمت على تصرفي. لم أجب بشيء، واكتفيت بالصمت، بينما هو ابتعد بهدوء وكأنه علّمني درسًا لا يُنسى.

في الأيام التالية، بدأت أقترب منه شيئًا فشيئًا، ووجدت فيه قلبًا طيبًا وعقلاً ناضجًا، فأصبحنا صديقين حميمين. كنا نذاكر معًا ونتعاون في كل نشاط، وتعلّمت منه التواضع وحبّ الخير، حتى أصبحت أرى الأمور بعين مختلفة تمامًا.

الخاتمة:

مرت السنوات، وكبرنا معًا، وازدادت صداقتنا قوة مع الأيام. كل واحد منا حقق نجاحًا في مجاله، وصديقي الذي كنت أحتقره صار طبيبًا مشهورًا في جراحة القلب، وأنا أعمل معه مساعدًا في المستشفى نفسه. ما زلت أذكر يوم لقائنا الأول، وكيف غيّر مجرى حياتي. لقد علّمني أن قيمة الإنسان ليست في لباسه أو نسبه، بل في أخلاقه وعقله وروحه.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire