إصلاح موضوع إنشاء حول محور الأطفال في العالم - سابعة أساسي
الموضوع :
المعطى:
أثناء حصة اللغة العربية، عرضت عليكم المعلمة شريطًا وثائقيًا يصوّر حياة طفل يعيش في بلدٍ مزّقته الحرب. رأيت من خلال المشاهد ما يعانيه هذا الطفل من فقرٍ وحرمانٍ وخطرٍ دائم، ومع ذلك ظلّ متمسّكًا بالأمل والإصرار على الحياة.
المطلوب:
اكتب نصًّا منسقًا تروي فيه ما شاهدته في الشريط مبرزًا معاناة هذا الطفل أثناء الحرب، والخصال التي ساعدته على الصمود، معبّرًا عن مشاعرك تجاهه ومقارنًا بين حياته وحياة الأطفال في السلم.
المقدّمة:
في عالمٍ يطمح إلى السلام والسعادة، ما زال كثيرٌ من الأطفال يعيشون تحت نيران الحروب، يذوقون مرارة الحرمان والخوف بدلًا من طعم اللعب والفرح. خلال حصة اللغة العربية، عرضت علينا المعلّمة شريطًا مؤثرًا يصوّر حياة طفلٍ صغيرٍ في بلدٍ أنهكته الحرب. كانت المشاهد مؤلمة، لكنها فتحت عينيّ على واقعٍ قاسٍ يعيشه أطفالٌ في مثل سنّنا دون ذنبٍ اقترفوه.
الجوهر:
بدأ الشريط بمشاهد لمدينةٍ مهدّمةٍ يغمرها الغبار، والسماء فوقها تشتعل بأصوات الطائرات والقنابل. كان الأطفال يركضون في كلّ اتجاه بحثًا عن مأوى يقيهم الموت. ومن بين هذا الدمار، ظهر طفلٌ نحيل يرتدي ثيابًا ممزّقة ويمسك بيديه قارورة غازٍ يحاول بيعها ليؤمّن لقمة العيش له ولأسرته.
علمت من الراوي أنّ هذا الطفل فقد والديه في غارةٍ جويةٍ، ولم يبق له سوى جدته العجوز وأخته الصغرى. يعيش في كوخٍ متداعٍ لا يقيهم برد الشتاء ولا حرّ الصيف. ومع ذلك، كان يعمل في ورشة بناءٍ حاملاً حجارةً تفوق وزنه الصغير. كان صبورًا، لا يشتكي، ولا يعرف معنى الراحة، فالجوع لا يرحم والبرد لا ينتظر.
تتابعت المشاهد فظهر مع مجموعةٍ من الأطفال يجمعون قطع الحديد من بين الأنقاض أو يبيعون المناديل الورقية في الشوارع الموحلة. كانت الطائرات الحربية تمرّ فوق رؤوسهم بين الحين والآخر، فيتوقفون عن العمل للحظات، ثم يعودون كأنهم تعوّدوا على الخطر.
رغم ملامحه الحزينة، كانت في عينيه شرارة أمل. قال للمصوّر بصوتٍ هادئ: "سأبني مدرستي من جديد عندما تنتهي الحرب." كانت كلماته بسيطة، لكنها هزّت مشاعري وأثارت فيّ الإعجاب والشفقة معًا. أيّ عزيمةٍ تلك التي تجعل طفلاً بهذا العمر يحلم بالبناء بينما تنهار الدنيا من حوله؟
لقد شعرتُ وأنا أشاهد الشريط بالأسى على حاله، وتذكّرت حياتنا نحن الأطفال الذين نعيش في أمنٍ وسلام، نذهب إلى مدارسنا مطمئنين ونلعب دون خوفٍ أو جوع. فشتّان بين طفولتنا وطفولته! نحن نلهو في باحات المدارس، وهو يعمل بين الركام. نحن نحلم بالمستقبل، وهو يحارب من أجل البقاء.
الخاتمة:
انتهى الشريط، وخرجت من قاعة الدرس وأنا أفكّر طويلاً في مصير أولئك الأطفال الذين سرقت الحرب طفولتهم وأحلامهم. أدركت أنّ الحرب لا تقتل الأجساد فقط، بل تقتل البراءة في العيون الصغيرة. لذلك علينا أن ندعو إلى السلام ونزرع الرحمة في قلوبنا، وأن نعمل جميعًا ليعيش كلّ طفلٍ في هذا العالم في بيئة آمنة، يلهو، ويتعلّم، ويحلم بمستقبلٍ مشرق. فالأطفال هم زهور الحياة، ولا يليق بالإنسانية أن تترك زهورها تذبل تحت رماد الحرب.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire