موضوع إنشائي حول محور المدرسة - سابعة أساسي
الموضوع : أثناء فترة الاستراحة، لفت انتباهي شيء يلمع على الأرض في ساحة المدرسة. أنتج نضا سرديا تتحدث فيه عما حصل مبينا شعورك وما آل إليه الأمر.المقدمة:
الصدق والأمانة من أسمى القيم التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان منذ صغره، فهي أساس احترام النفس ومودة الآخرين. في حياتنا اليومية، نمر أحيانًا بمواقف صغيرة لكنها تختبر قيمنا الأخلاقية، وتعلمنا كيف نتصرف في مواجهة الاختيارات الصعبة. إن التصرف بالصدق والأمانة يمنح الإنسان شعورًا بالطمأنينة والفخر، ويجعله قدوة لمن حوله. وفي هذا اليوم الدراسي، شهدنا موقفًا بسيطًا لكنه مليء بالدروس والعبر حول قيمة الأمانة والصدق.
الجوهر:
في يوم دراسي مشمس، وبينما كانت الحصص قد انتهت وجاء وقت الاستراحة، خرج التلاميذ إلى ساحة المدرسة. كانت الساحة مليئة بالحركة والحيوية، يركض التلاميذ ويلعبون بحرية، وتعلو الضحكات والنداءات من كل جانب. كان الهواء مليئًا بالفرح والمرح، لكن في خضم هذه الفوضى الصغيرة، لاحظ أحد التلاميذ شيئًا يلمع على الأرض.
اقترب التلميذ بحذر، وإذا به يجد ساعة ذهبية تتلألأ تحت أشعة الشمس، بريقها يخطف النظر ويثير الفضول. شعر التلميذ بمزيج من الدهشة والفرحة، وعاد به التفكير إلى خيالاته: ماذا لو احتفظت بهذه الساعة لنفسي؟ هل سيسمح لي أحد بذلك؟ هل ستصبح هذه الساعة مصدر إعجاب أصدقائي؟ كانت الأفكار تتصارع في ذهنه، والوساوس تدفعه للاحتفاظ بالشيء الثمين لنفسه.
ولكن سرعان ما تذكر التلميذ ما تعلمه من والديه، وما غرسه الدين في قلبه، فقد تربى على أن الصدق والأمانة أعظم من أي شيء مادي، وأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده. تذكّر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده»، وفهم أن ما يشعر به من فرحة مؤقتة لن تساوي شعور السعادة الحقيقية الذي يأتي من فعل الخير وإعادة الحق إلى أصحابه.
نظر حوله فرأى صاحب الساعة يبحث عنها بعيون دامعة، وقد بدا عليه الحزن والقلق، وكان محاطًا بزملائه الذين يحاولون مساعدته. عندها شعر التلميذ بتأنيب ضمير شديد، وعرف أن القرار الصحيح هو إعادة الساعة إلى صاحبها. تقدم بثقة نحو التلميذ، وأعاد له الساعة الذهبية، فامتلأ قلب صاحب الساعة بالفرح، وشكر التلميذ مرات ومرات. أما التلميذ نفسه، فقد شعر بسعادة لا توصف، وكأن قلبه أصبح أخف وضميره مطمئن، لأنه اتبع قيم الصدق والأمانة وتغلب على وساوس الشيطان.
الخاتمة:
إن هذه التجربة البسيطة تعلمنا درسًا عظيمًا: الأمانة والصدق هما ما يمنح الإنسان كرامته الحقيقية. فالتصرف بأمانة وإعادة الحقوق لأصحابها يعكس نضج الشخصية وقوة الإرادة، ويجعل الإنسان قدوة حسنة لمن حوله. إن التمسك بالقيم الأخلاقية في كل موقف نمر به يجعل حياتنا أجمل وأكثر احترامًا للذات وللآخرين، ويحقق السعادة الحقيقية التي لا تُشترى بالمال ولا تُقاس بالمظاهر. لذلك، يجب علينا جميعًا أن نحرص على الصدق والأمانة في حياتنا اليومية، لأنهما مفتاح التميز الحقيقي والنجاح في الحياة.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire