dimanche 16 novembre 2025

فرض انشاء حول محور الطّبيعة - الثامنة أساسي

فرض انشاء حول محور الطّبيعة - الثامنة أساسي

الموضوع: قضيت يوما على شاطئ البحر، فاستمتعت في البداية بسحر الطبيعة و هدوء البحر لكن هبوب رياح قوية غير المشهد و ساد التوتر و الاضطراب بين المصطافين . صف المشهد الطبيعي في حالة الهدوء و الاضطراب مبرزاً أثره فيك و في المصطافين . 

المقدمة:

حلّ فصل الصيف حاملاً معه نسمات الفرح وعبير العطلة، فاشتاقت نفسي إلى لحظات صفاء أستعيد بها نشاطي بعد عام دراسي طويل. قرّرت رفقة أسرتي أن نقصد إحدى المدن الساحلية لقضاء يوم ممتع على شاطئ البحر، ذلك المكان الذي يجمع بين جمال الطبيعة وسحر الأفق، ويغسل الهموم بمياهه الصافية وهوائه العليل.

الجوهر:

وصلنا إلى الشاطئ في صباح مشرق تزينه شمس دافئة متألقة. ما إن وطئت قدماي الرمال الذهبية حتى شعرت وكأنني أدخل عالماً من الأحلام، حيث امتزجت ألوان الطبيعة لتشكل لوحة من الجمال الخالص. كانت المظلات الملونة تنتشر في كل مكان كزهور متناثرة فوق صفحة الرمال، وأصوات الأطفال تتعالى ضحكاً ومرحاً، بينما السابحون يتراقصون على وقع الموج الهادئ كراقصين في مهرجان فرح لا ينتهي.

جلست أتأمل البحر، فإذا به مرآة عجيبة تعكس صفاء السماء وزرقتها، وموجه يتهادى برقة كأم تحتضن أبناءها. غمرني إحساس بالطمأنينة والسعادة، ورحت ألهو مع إخوتي نغوص في الماء ونرسم بأيدينا خطوطاً على الرمل. كانت الطائرات الورقية تحلق في السماء كطيورٍ حرة تتمايل مع النسيم، والقوارب الصغيرة تنساب على صفحة الماء في خفة كعروس تزفّ في ليلة فرح. ما أروع ذلك المشهد الذي جمع بين زرقة البحر، وصفرة الشمس، وصوت خرير الماء الذي يعزف ألحاناً تمتزج بزقزقة الطيور وضحكات المصطافين.

لكن جمال اللحظة لم يدم طويلاً، إذ ما لبثت السماء أن تغيّرت ملامحها، فاختفى صفاؤها الأزرق خلف غيوم رمادية كثيفة، وأخذت الرياح تعصف بشدّة كأنها تنذر بعاصفة قادمة. ارتجّ البحر وهاج، وارتفعت أمواجه الهائجة تصرخ كوحوش غاضبة تريد التهام كل من في طريقها. تحوّل المشهد الهادئ إلى فوضى عارمة: مظلات تتطاير في الهواء، وأصوات الصغار تعلو بالبكاء، والناس يركضون مذعورين نحو الشاطئ في سباق مع الخطر. كان الخوف يعصف بالقلوب كما تعصف الرياح بالأمواج، وكلٌّ يبحث عن الأمان بين صراخ وعويل وارتباك.

ما إن هدأت العاصفة حتى عمّ المكان صمت ثقيل، كأن البحر نفسه شعر بالندم على غضبٍ فاض عن حدّه. غادرنا الشاطئ وأنا أنظر إليه نظرة مملوءة بالحيرة: أهو البحر الذي منحني قبل ساعات صفاء النفس وسكينة الروح؟ أم ذاك الذي أفزع القلوب وهزّ الأعماق بعنفه المفاجئ؟ أدركت عندها أن الطبيعة كالبشر، لها وجهان: وجه رقيق حنون يبهج الروح، وآخر غاضب مهيب يذكّرنا بضعفنا أمام قوتها العظيمة.

الخاتمة:

وهكذا انتهى يومي بين الهدوء والعاصفة، بين ابتسامة الفرح ودهشة الخوف، تاركًا في نفسي درسًا لن أنساه ما حييت. فقد علّمتني تلك التجربة أن البحر، وإن بدا وديعًا مسالمًا، يخفي في أعماقه قوة لا تُقهر، وأن الجمال الحقيقي لا ينفصل عن الهيبة والعظمة. أدركت أن الطبيعة ليست مجرد لوحة نتمتع بها، بل كائن حيّ يتنفس ويغضب ويفرح، علينا أن نحترمه ونصغي إلى رسائله. غادرت المكان وقد امتلأ قلبي بمزيج من الإعجاب والخشوع، مردّدًا في نفسي أن البحر يظلّ صديقًا وفيًّا، لكنه لا يقبل التحدي أو التهاون بجلاله وسرّه العميق.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire