تعريف علي محمود طه المهندس

تعريف علي محمود طه المهندس 

علي محمود طه المهندس (1901م – 1949م) شاعر مصري بارز، يُعدّ من أهم شعراء المدرسة الرومانسية العربية في النصف الأول من القرن العشرين. جمع في شعره بين رهافة الإحساس، وعمق الفكرة، وجمال اللغة، حتى صار من أبرز الأصوات الشعرية التي عبّرت عن العاطفة والوجدان في العصر الحديث.

1- النشأة والحياة

وُلد علي محمود طه في مدينة المنصورة بمصر سنة 1901م، ونشأ في أسرة متوسطة الحال. درس في مدرسة الفنون والصنائع وتخرّج مهندسًا معماريًا، ومن هنا جاء لقبه "المهندس".

رغم عمله في مجال الهندسة، فإن الشعر كان عشقه الحقيقي، فغلبت عليه طبيعة الفنان الحالم، الذي يرى الجمال في كل شيء.

عُرف بين أصدقائه برقّته وذوقه الفني الرفيع، وكان مثقفًا واسع الاطلاع على الآداب الأوروبية، مما انعكس بوضوح على أسلوبه وشاعريته.

2- اتجاهه الشعري

ينتمي علي محمود طه إلى مدرسة أبولو الشعرية، التي أسسها أحمد زكي أبو شادي، وهي المدرسة التي دعت إلى التحرر من الجمود الكلاسيكي، وإطلاق العنان للعاطفة والخيال.

وقد جسّد طه هذه المبادئ في شعره، فكان شعره مرآة لنفسٍ شفافةٍ تبحث عن الجمال والحب والخير.

3- موضوعات شعره

تميّز شعر علي محمود طه بتنوّع موضوعاته، ومن أبرزها:

الحب والعاطفة: عبّر عن الحب في صور راقية نقية، تُظهر سمو المشاعر الإنسانية.

الطبيعة: جعل من الطبيعة رفيقةً لروحه، فكان يصوّر الجبال والبحار والزهور كأنها تشاركه أحاسيسه.

القضايا القومية والإنسانية: لم يكن شاعرًا حالِمًا فحسب، بل شارك في التعبير عن قضايا وطنه والعالم العربي، خاصة في قصيدته الشهيرة "فلسطين".

التأمل والحنين: تغلّف قصائده نزعة رومانسية حزينة، وتأملًا في الحياة والموت والوجود.

4- خصائص شعره

من أبرز سمات شعر علي محمود طه:

لغة موسيقية عذبة ورقيقة

صور فنية خلابة مستوحاة من الطبيعة

إحساس رومانسي عميق

خيال خصب يمزج بين الواقع والحلم

تأثر بالآداب الأوروبية وخاصة الرومانسية الإنجليزية والفرنسية

وقد قال النقاد إن شعره جمع بين العاطفة الرقيقة والفكر الرفيع، مما جعله من أرقّ شعراء جيله.

5- مؤلفاته

من أشهر دواوينه الشعرية:

الملاح التائه

أغنية الرياح الأربع

ليالي الملاح التائه

شرق وغرب

زهر وخمر

وتُعد قصيدته "فلسطين" من أجمل ما قيل في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وقد لُحّنت وغُنّيت بصوت فريد الأطرش، فخلّدتها الأجيال.

6- وفاته وإرثه الأدبي

توفي علي محمود طه سنة 1949م في ريعان عطائه، تاركًا خلفه تراثًا شعريًا خالدًا ما زال يُلهم عشّاق الجمال والعاطفة.

ورغم رحيله المبكر، ظل اسمه مرتبطًا بالرومانسية الصادقة وبالشعر الإنساني الرقيق الذي يمسّ الوجدان.

الخاتمة

يُعدّ علي محمود طه المهندس رمزًا للرومانسية الراقية في الشعر العربي الحديث، جمع بين الهندسة الدقيقة في البناء الشعري والعاطفة العميقة في التعبير، فكان شعره جسرًا بين الفن والإحساس، بين الواقع والحلم، وبين الشرق والغرب.