jeudi 6 novembre 2025

فرض مراقبة انشاء 8 أساسي محور المدينة والرّيف

موضوع إنشائي حول المدينة والريف - ثامنة أساسي

الموضوع : زرتَ المدينة لأول مرة بعد أن قضيت طفولتك في الريف، فشعرت بدهشة كبيرة أمام اختلاف المشاهد والأصوات وحركة الناس. اكتب فقرة وصفيّة تبرز فيها ملامح الحياة في المدينة مقارنةً بما ألفته في الريف، مبيّنًا مشاعرك الصادقة وانطباعاتك تجاه هذا التحوّل.

المقدمة:

يختلف الريف عن المدينة اختلافًا كبيرًا في المظاهر والحياة والعلاقات بين الناس. وقد كبرتُ في الريف بين الطبيعة الهادئة والوجوه البشوشة، ثم زرتُ المدينة لأول مرة، فشعرت بدهشة كبيرة أمام هذا العالم المزدحم والصاخب. ومن خلال هذه الرحلة عرفت أنّ لكل مكانٍ جماله وخصوصيته التي تترك أثرًا في النفس.

الجوهر:

خرجتُ من قريتي الصغيرة في صباح صيفي جميل، وكانت النسائم العليلة تداعب وجهي، ورائحة التراب بعد الندى تنتشر في كل مكان. نظرتُ إلى الحقول الخضراء وهي تستقبل الشمس كأنها تبتسم لها، وسمعتُ زقزقة العصافير وصياح الدجاج، ورأيتُ الفلاحين يسيرون إلى حقولهم بخطوات هادئة وقلوب مطمئنة. كان كل شيء بسيطًا وجميلاً: الماء يجري في السواقي بهدوء، والأبقار تمشي ببطء، والأطفال يلعبون بين الأشجار بلا ضجيج. في الريف، الحياة كلوحة طبيعية تعلّم القلب السكينة والمحبة.

لكن ما إن وصلتُ إلى المدينة حتى شعرتُ كأنني انتقلتُ إلى عالم آخر تمامًا. الشوارع واسعة ومليئة بالسيارات التي تسرع في كل اتجاه، والأضواء تلمع على المباني العالية التي تكاد تلمس السماء. أصوات منبهات السيارات تختلط بنداءات الباعة وصوت المارّة، فيتحول الهواء إلى ضجة لا تهدأ. رأيتُ الناس يمشون بسرعة، ووجوههم جادة كأنهم يطاردون الوقت، فلا وقت للابتسامة ولا للحديث. الهواء كان مشبعًا برائحة العوادم والطبخ، والطرقات مثل أنهار من البشر والسيارات لا تتوقف.

ورغم هذا الصخب، أحسست أنّ المدينة تملك جانبًا جميلًا أيضًا، فهي تمنح فرصًا كثيرة للتعلم والعمل والتطور، وفيها المدارس الكبيرة والمكتبات والمتاجر والمستشفيات. المدينة كمرآة لجهد الإنسان وطموحه، لكنّها تحتاج إلى قلب قوي يعرف كيف يواجه الحركة والسرعة دون أن يفقد هدوءه وصفاءه.

الخاتمة:

في نهاية زيارتي أدركت أنّ الريف رمز الهدوء والبساطة، والمدينة رمز النشاط والطموح. لا المدينة جنّة كاملة ولا الريف عالم مثالي، فلكلّ منهما ميزاته وجماله الخاص. وتعلمت أنّ السعادة ليست في المكان فقط، بل في القلب الذي يعرف كيف يستمتع بما حوله ويحافظ على قيمه أينما كان. وسأظلّ أحنّ إلى هدوء الريف وأطلاله، وأطمح في الوقت نفسه إلى الاستفادة من فرص المدينة دون أن أفقد نقائي الذي منحتنيه قريتي.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire