تعريف عبد الرحمن محمد القعود
يُعدّ عبد الرحمن محمد القعود (مواليد 1948 – البحرين) من الشخصيات البارزة في تاريخ الطيران الخليجي، ومن الوجوه الوطنية التي أسهمت في خدمة البحرين في مجالات متعددة، شملت الطيران المدني والسياسة والدبلوماسية. وقد دخل التاريخ كأول مواطن من دول الخليج المالكة سابقًا لشركة طيران الخليج يحصل على رخصة قبطان وقائد طائرة، ليُمثِّل مرحلة تأسيسية في مسيرة الطيران المدني الخليجي ويكون نموذجًا للريادة والطموح.
1- النشأة والتكوين
ولد عبد الرحمن القعود عام 1948 في مملكة البحرين في بيئة وطنية تتسم بالعمل والطموح. منذ شبابه، تميز بحب الطيران والرغبة في دخول عالم السماء، فاختار مجالًا لم يكن مألوفًا بين شباب الخليج آنذاك، مستشرفًا آفاق المستقبل ومؤمنًا بأن الطيران سيكون من أعمدة بناء الدول الحديثة.
سافر لتلقي تدريب متخصص في الطيران، واكتسب مهارات مهنية عالية مكّنته من احتراف قيادة الطائرات على أعلى المستويات، ليعود بعدها إلى بلده مسلحًا بالخبرة والمعرفة، ومؤهلًا لصناعة بصمة خاصة في تاريخ النقل الجوي الخليجي.
2- المسار المهني والإنجازات
1. رائد في مجال الطيران
بدأ القعود مسيرته المهنية في قطاع الطيران، وتدرج في مناصب مهمة حتى أصبح أول خليجي من دول مجلس التعاون يحصل على رخصة قبطان وقائد طائرة في شركة طيران الخليج، التي كانت تمثل الناقل الإقليمي الأبرز لدول الخليج العربية في تلك الفترة.
تميّز في قيادة الطائرات وفي الالتزام بضوابط السلامة الجوية، وساهم في تدريب جيل جديد من الطيارين الخليجيين، مما جعل اسمه مرتبطًا بمسيرة التأسيس والتطوير في قطاع الطيران.
2. العمل السياسي
بعد مسيرة ناجحة في الطيران، اتجه إلى العمل السياسي، حيث تولى مناصب رسمية وشارك في صياغة القرارات العامة، مؤمنًا بأن الخبرات المهنية تُسهم في التعامل مع ملفات الدولة بالمنهجية والكفاءة نفسها التي يتطلبها الطيران.
3. الدبلوماسية والتمثيل الخارجي
كما خاض تجربة دبلوماسية مثمرة، مثّل خلالها البحرين في مواقع دولية، مجسدًا صورة الدبلوماسي المحترف الذي يحمل رؤية وطنية وانفتاحًا على العالم. أسهم في تعزيز علاقات البحرين الخارجية وفتح آفاق تعاون مع شركاء دوليين، مما أثبت قدرة الكوادر الوطنية على الحضور المشرف في المحافل العالمية.
3- رؤيته وإرثه
كان عبد الرحمن القعود يؤمن بأن الريادة تبدأ من الإصرار على التميز، وأن النجاح في المجالات الحساسة، مثل الطيران والدبلوماسية، يحتاج إلى انضباط وعلم وشغف. لذلك ظل رمزًا للطموح والجدية، ونموذجًا للبحريني والخليجي القادر على المنافسة في المجالات العالمية المتقدمة.
ترك إرثًا مهنيًا ملهِمًا عبر دوره الريادي في فتح أبواب الطيران أمام أبناء الخليج، كما مثّل بعمله السياسي والدبلوماسي مرحلة من مراحل بناء الدولة البحرينية الحديثة. وما تزال سيرته شاهدة على قدرة الفرد العربي على تحويل الحلم إلى إنجاز.
الخاتمة
عبد الرحمن محمد القعود شخصية جمعت بين سماء الطيران ومقار السياسة وحكمة الدبلوماسية، فكان رائدًا في مجاله ورمزًا من رموز البحرين والخليج. مسيرته التي جمعت المهنية والشرف الوطني تبقى مصدر فخر وإلهام للأجيال الصاعدة في عالم الطيران وفي خدمة الوطن.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire