vendredi 7 novembre 2025

شرح نص من تعاليم حورية - ثالثة ثانوي آداب - الشعر الحديث

 شرح قصيدة من تعاليم حورية

التقديم :

قصيدة «من تعاليم حورية» لمحمود درويش نصّ سيريّ يستعيد فيه الشاعر صورة أمّه في المنفى، فيمزج بين مشاهد الطفولة وذاكرة اللجوء ووصايا الأم لابنها، فتغدو الأم مصدرًا للحبّ والحكمة ورمزًا للوطن المفقود.

الموضوع :

يتناول النص علاقة الشاعر بأمه «حورية» بوصفها حضنًا وذاكرةً ووطنًا يمنحه المعنى والقوّة في المنفى.

التقسيم :

  1. استرجاع الطفولة والمنفى مع الأم (من «فكرت يوما بالرحيل…» إلى «يا ظبية فقدت هناك كناسها وغزالها…»)

    • استحضار صور حميمية تجمع الشاعر بأمّه: الحسون، غصن الدالية، طريق الهجرة، رائحة الندى، الخبز القمحي…
  2. تعاليم الأم ووصاياها لابنها (من «لا وقت حولك للكلام العاطفي…» إلى «وغيرت أحوالها…»)

    • الأم تخاطب ابنها وتوصيه بالواقعية وعدم الاستسلام للحنين، وبأن يكون نفسه حيث يكون ثم يعود إذا تغيّرت أحوال البلاد.
  3. استمرار حضور الأم في وعي الشاعر الشعري والوطني (من «أمي تضيء نجوم كنعان الأخيرة…» إلى النهاية)

    • الأم تظلّ تنير قصائده ومرآته، وتلقي شالها في نصوصه فتتداخل الأم بالوطن وبالكتابة الشعرية ذاتها.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

التلفّظ

1- كم من مخاطَب في النص؟ وفي أي موضع من القصيدة تتحوّل الأم الموصوفة إلى مخاطَبة؟
في النص مخاطبان أساسيّان: الأم والذات الشاعرة. وتتحوّل الأم من موصوفة إلى مخاطَبة حين يبدأ الشاعر توجيه الكلام إليها مباشرة بضمير المخاطبة مثل: «هل تتذكرين طريق هجرتنا إلى لبنان…» و«لا وقت حولك للكلام العاطفي…»، حيث تصبح شريكة في الحوار لا مجرد موضوع للوصف.

2- في أي قسم من النص يتبادل المتكلم وأمّه المواقع في وضعية التلفّظ؟ وبأي أسلوب يتحقّق ذلك؟
يتبادل المتكلم وأمّه المواقع في الجزء الذي تنطق فيه الأم بتعاليمها، أي من مقطع: «لا وقت حولك للكلام العاطفي…» وما يليه، حيث تتقدّم هي لتخاطبه مباشرة: «تقول لي مثلا: تزوج أية امرأة من الغرباء…». يتحقّق ذلك بأسلوب الخطاب المباشر والوصايا، فيصبح صوت الأم هو المتكلّم والابن هو المتلقّي.

كتابة الشعر

3- قارن بين مقاطع النص على مستوى الكلمة الأخيرة التي ينتهي بها كل مقطع.
تنتهي أغلب المقاطع بكلمات مشحونة بالدلالة والحنين مثل: «السراب»، «عبث ضروري»، «أحوالها»، «شالها»… وهي كلمات ذات وقع إيحائيّ قويّ، تختم كل مقطع بصورة أو إحساس، فتمنح القصيدة إيقاعًا داخليًا وتماسكًا معنويًا يتجاوز مجرّد الوزن الخارجي.

التوظيف :

4- حدّد الوسائل التي يستخدمها الشاعر في الربط بين أقسام القصيدة والتأليف بينها.
يربط الشاعر بين أقسام القصيدة بواسطة:
– تردّد ضمائر الخطاب بين «أنا» و«أنتِ» بما يحفظ خيط العلاقة بين الأم والابن.
التكرار لبعض الألفاظ والصور (الأم، الطريق، الطفولة، المنفى) بما يخلق لحمة دلالية.
– تعاقب الذكريات والصور الحسية التي تنتقل بسلاسة من مشهد إلى آخر.
– حضور الإيقاع الداخلي الناتج عن الجمل المتقاربة في النَّفَس والجرس.

5- بيّن كيف يراوح الشاعر بين «المتكلم» و«الأم» موضوعًا للقصيدة.
في مقاطع كثيرة تكون الأم موضوعًا للوصف والحنين، فيرسم الشاعر صورتها وحركتها وذكرياته معها. ثم يترك لها المجال لتصبح هي صوتًا متكلّمًا تقدّم التعاليم والوصايا. بهذه المراوحة يغدو النص حوارًا داخليًا بين جيلين، كما تتحوّل الأم من شخصٍ يُوصَف إلى رمز ينطق بالحكمة ويمثّل الوطن.

6- لمَ لمْ يحرص المتكلّم على إبراز تجربة الانفصال عن أمّه؟
لأن هدفه ليس التركيز على لحظة الفراق في حدّ ذاتها، بل على استمرار الصلة الروحية رغم الانفصال المكاني. لذلك يعوّض وصف الانفصال باسترجاع صور الحنان والطفولة والمنفى المشترك، فيظهر أن الأم حاضرة في حياته وكتابته وإن ابتعد عنها جسديًا.

7- ما الذي يجعل كلام الأم لابنها تعاليم محفوظة؟
كلام الأم تعاليم محفوظة لأنه يصدر عن تجربة ومعاناة وحبّ صادق، فيحمل حكمة الحياة في المنفى، ويحدّد له كيف يكون واقعيًا منفتحًا من دون أن ينسى جذوره. هذه الوصايا تُقال مرة، لكنّها تبقى راسخة في ذاكرة الابن، فيستعيدها كلّما احتاج إلى بوصلة روحية وأخلاقية.

8- في النص تفاصيل وأشياء بسيطة عادية يسترجعها المتكلّم بذاكرته من حكايته مع أمّه. اذكر بعضها وبيّن أسلوب الشاعر في عرضها.
من هذه التفاصيل: غصن الدالية، كأس النبيذ، كيس الخبز القمحي، رائحة الندى، حبل الغسيل، التنور، خصلة الشعر، شال الأم… يعرض الشاعر هذه الأشياء بأسلوب حنون تصويري، فيحوّلها من تفاصيل يومية عادية إلى رموز للدفء الأمومي والوطن والطفولة، فيتداخل الحسيّ بالوجدانيّ ويكتسب العاديّ قيمة شعرية عالية.

التقويم :

* هل تجد في القصيدة دليلاً على نزوع إلى التجريب وحداثة شعرية ما؟
نعم، فالقصيدة تميل إلى التجريب والحداثة من خلال اعتمادها تفعيلة واحدة مع إيقاع داخلي مرن، واقتراب عبارتها من اللغة النثرية اليومية في الاسترسال والتقرير، دون أن تفقد طاقتها التصويرية. كما أنها تمزج بين السيرة الذاتية والرؤية الرمزية، وتعدّد الأصوات داخلها (صوت الشاعر وصوت الأم)، وكلّ ذلك من سمات الشعر الحديث.

* إلى أيّ حدّ يمكن اعتبار القصيدة من شعر السيرة الذاتية؟
يمكن اعتبارها بدرجة كبيرة من شعر السيرة الذاتية، لأن الشاعر يروي فيها تجاربه الخاصة: طفولته، طريق الهجرة إلى لبنان، علاقته بأمّه، إحساسه بالمنفى… لكن هذه التجربة الفردية ترتقي إلى مستوى جماعيّ يمثّل سيرة الفلسطيني المنفي، فيلتقي الخاصّ بالعامّ.

الاحتفاظ ب : التجريب وتحديث الشعر

تُبرز هذه القصيدة نزوع محمود درويش إلى تحديث الشعر عبر لغة قريبة من النثر، واسترسال في الجمل، وتركيز على السرد الشعري لتفاصيل السيرة، مع الحفاظ على موسيقى داخلية وصور رمزية عميقة. فهي تُظهر كيف يمكن للقصيدة الحديثة أن تجمع بين اليوميّ والسيرذاتي والوطني في بنية واحدة.

هل يمكن اعتمادًا على هذه القصيدة اعتبار «الأم» أحد مكوّنات عالم محمود درويش الشعري؟ علّل.
نعم، فالأم في هذه القصيدة كما في قصائد أخرى (مثل «إلى أمي» و«أحن إلى خبز أمي») تمثّل ركنًا ثابتًا في عالم درويش الشعري؛ فهي مصدر الحنان الأوّل، وجسر الذاكرة إلى الطفولة، ورمز الوطن المفقود. حضورها المتكرّر في النصوص يؤكد أنها ليست شخصية عابرة، بل صورة مركزية يتشكّل حولها الكثير من شعره، تجمع بين الحبّ والأرض والهوية.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire