انتاج كتابي حول محور الأسرة - سابعة أساسي
الموضوع: استقبلت عائلتك أخيك بعد غياب طويل.
المطلوب: اسرد أحداث هذه الزيارة و أثرها على أفراد الأسرة
المقدمة:
يُعدّ لمّ الشمل العائلي من أجمل اللحظات التي يعيشها الإنسان، فالعائلة هي الحضن الدافئ الذي يمنحنا الأمن والحنان. ورغم جمال اللقاءات اليومية، إلا أنّ للقاء بعد غيابٍ طويل نكهة مميّزة تحيي فينا الذكريات وتملأ قلوبنا بالشوق. وقد عاشت أسرتي هذه الفرحة الكبيرة عندما عاد أخي من الغربة بعد سنواتٍ من العمل خارج البلاد.
الجوهر:
في صباح ذلك اليوم المنتَظر، عمّت الحركة بيتنا منذ الساعات الأولى. كانت أمّي تتحرّك كفراشة بين المطبخ وغرفة الجلوس، تنظّف وتُرتّب وتعدّ أشهى الأطباق، وقد بدت على وجهها ملامح شوقٍ امتزج بفرح عميق. أمّا أبي فكان يتجوّل في البيت بابتسامةٍ لا تفارق محيّاه، يراجع التفاصيل ويُهيّئ المكان لاستقبال ابنه الذي طال غيابه. إخوتي كانوا في قمة النشاط؛ هذا يُعلّق الزينة، وتلك ترتّب المائدة، بينما كنت أقف أمام النافذة أراقب الطريق وأعدّ اللحظات منتظرًا قدومه بلهفةٍ لا توصف.
وما إن دقّ جرس الباب، حتى ارتجف قلبي فرحًا، وتسارعت دقات صدري. فتحت أمّي الباب مسرعةً، فظهر أخي واقفًا أمامها يحمل حقيبته وابتسامة دافئة على وجهه. تعانقت معه أمّي طويلا، وكأنها تحاول تعويض سنوات الفراق، ثم احتضنه أبي بحرارة وقد لمعت عيناه بدموع الفرح. أسرعنا جميعًا نحوه، فصافحناه وعانقناه واحدًا واحدًا وسط ضحكاتٍ ودموعٍ امتزج فيها الشوق بالسعادة.
جلس أخي بيننا يروي لنا تفاصيل حياته في الغربة، ويتحدث عن تجاربه والصعوبات التي واجهها، وعن الشوق الذي كان يرافقه دائمًا. ثم بدأ يستعيد ذكريات الطفولة معنا، فتعلو ضحكاته وتضيء عيوننا فرحًا كما لو أننا عدنا إلى أيام مضت. قدّمت أمّي طبق الحلويات الذي أعدّته له خصّيصًا، وراحت تدعو له بطول الصحة والتوفيق، بينما كنّا ننظر إليه بفخرٍ وامتنان.
وبعدها تجوّل في البيت يتفقد كل زاويةٍ فيه، يبتسم حين يرى الصور القديمة، ويتنهّد عند رؤية أغراضه التي تركها قبل سفره، وكأنه يعيش لحظاتٍ يختلط فيها الحنين بلذّة العودة. تحدّث مع أبي عن أخبار الأقارب والجيران، وسأل عن كل صديقٍ تركه قبل سفره، في مشهدٍ مليء بالوفاء والمحبة.
ومع غروب الشمس، اجتمعنا حول مائدةٍ عامرة أعدّتها أمّي بحبّ كبير. ملأ صوت أخي البيت من جديد، فعادت الضحكات وعاد الدفء العائلي، وشعرنا أنّ الفراغ الذي تركه بغيابه قد امتلأ أخيرًا، وأنّ بيتنا عاد نابضًا بالحياة كما كان.
الخاتمة:
كان ذلك اليوم من أجمل أيام حياتي؛ فقد أدركت فيه أنّ العائلة هي كنز لا يقدّر بثمن، وأنّ الغربة مهما طالت لا يمكنها أن تُطفئ نور المحبة في القلوب. لقد كان رجوع أخي لحظةً أعادت الفرح لبيتنا ورسخت في داخلي معنى العائلة الحقيقي: حب، دفء، وانتماء لا يغيّره زمان ولا مكان.
.png)
0 commentaires
Enregistrer un commentaire