mardi 4 novembre 2025

شرح نص الروض - ثالثة ثانوي آداب - الشعر الأندلسي

 شرح قصيدة الروض

التقديم :

قصيدة «الروض» للشاعر الأندلسي ابن خفاجة هي مقطوعة وصفية من شعر الطبيعة، نُظمت في بيئة أندلسية خصبة تغمرها الأنهار والأزهار والغيوم والرياح. يستحضر فيها الشاعر صباحًا ربيعيًا حيًّا، فيجسّد عناصر الطبيعة ككائنات حية تتحرّك وتفرح، ويجعل من الروض فضاءً للجمال والسرور والانسجام الكوني.

الموضوع :

يتناول النص وصف روضٍ أندلسيّ في صباح مشرق؛ يركّز الشاعر فيه على خصوبة الطبيعة وحيويّتها من خلال صور الغمام والمطر والندى والماء والرياح والأزهار، ويبرز مدى انسجام الإنسان مع هذا الكون الجميل واستمتاعه بمناظره الفاتنة.

التقسيم :

  1. من وصف الغمام والمطر إلى انتشار الندى في الروض

    • يتخيّل الشاعر الغمام كأمٍّ تُرضِع الأرض، ويصوّر قطرات المطر كالدرر والدراهم المنثورة.
  2. حركة العناصر الطبيعية

    • الريح، الغصون، الماء، الأزهار… تتحرّك وتتلألأ كأنها كائنات عاقلة تقوم بأعمال إرادية.
  3. حضور الذات الشاعرة واستمتاعها بالفضاء الطبيعي

    • يتماهى الشاعر مع الطبيعة، فيصفها من الداخل كمن يعيش في قلب هذا الروض ويغمره الفرح والبهجة.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

زمن الوصف وحيوية الكون

1- ما هو زمن الوصف في النص؟ وما علاقته بالموصوفات؟
زمن الوصف هو الصباح الباكر، وهو زمن استيقاظ الكون وبداية الحركة والحياة؛ ففي هذا الوقت تتفتح الأزهار، وتلمع قطرات الندى، وتصفو صفحة الماء، فتبدو الموصوفات في قمة الحيوية والبهجة، لذلك اختاره الشاعر ليرسم صورة طبيعة حيّة متجدّدة.

2- استخرج من القصيدة ما يدلّ على احتفاء المتكلّم بخصوبة الطبيعة وجمالها.
من العبارات الدالّة على ذلك مثلًا:
– «في أبطح رضعت ثغور أقاح» التي تشبّه الأزهار برُضَّعٍ يرضعون من ضرع الغمام.
– «درر الندى ودراهم…» حيث يصوّر قطرات الندى دررًا ودراهم منثورة.
– «الماء صفحة ضاحك جذل» حيث يجعل الماء صفحةً ضاحكة متهلّلة.
هذه الصور تُظهر مدى إعجاب الشاعر بخصوبة الطبيعة ووفرة جمالها.

الجسد والطبيعة

3- جعل الشاعر حركة العناصر الطبيعية أعمالًا إرادية. بمَ تسنّى له ذلك؟ وما هي العلاقات التي نشأت بين تلك العناصر؟
تسنّى له ذلك بفضل أسلوب التشخيص؛ فقد منح الغمام والندى والريح والماء صفات الإنسان وأفعاله، فبدت كائنات حية واعية. نشأت بين هذه العناصر علاقات انسجام وتكامل، فهي جميعًا تشترك في بثّ الحياة والفرح في الروض: الغمام يسكب الندى، والريح تنفض الأغصان، والماء يضحك، والأزهار تتفتح، فيتكوّن من تضافرها مشهد طبيعي واحد متناسق.

4- استخرج من النص الكلمات المندرجة ضمن الحقل المعجمي الخاص بالجسد وحدّد وظيفتها في بناء الصورة الشعرية.
من ألفاظ الجسد في النص: ثغور، سوالف، خد، ضرع، صدر، وجه…
وظيفة هذه الألفاظ أنها تجعل الطبيعة تشبه جسدًا إنسانيًا رقيقًا، فتظهر الأرض ككائن أنثوي جميل، وبذلك تصبح الصورة أكثر قربًا من إحساس الإنسان وأكثر قدرة على التعبير عن نعومة الروض وحسّيته.

الاستمتاع بالوجود

5- ما الموقع الذي اختاره المتكلّم لنفسه من الفضاء الموصوف؟ وهل تجد فيه دليلًا على استمتاع الذات بمناظر الطبيعة الجميلة؟
يظهر المتكلّم كأنه داخل الروض يعيش بين عناصره، لا يصفه من بعيد. فهو يراقب حركة الغمام والندى والريح والماء والأشجار من موقع المتلذّذ بما يرى. وهذا يدلّ بوضوح على استمتاعه الشديد بمناظر الطبيعة وشعوره بالراحة والسرور في هذا الفضاء الأخضر.

6- إلامَ يقصد المتكلّم بالتركيز على تصوير الطبيعة فضاءً للجمال والسرور؟
يقصد إلى إبراز أن الطبيعة الأندلسية مصدر للجمال والفرح والطمأنينة؛ فهي ليست مجرد خلفية للأحداث، بل فضاء عاطفيّ ينعكس فيه صفاء النفس وراحة الإنسان، وفيها يجد الشاعر تعويضًا عن متاعب الحياة وهمومها.

7- ما قيمة إشارة المتكلّم إلى نفسه في قصيدة تصف الطبيعة؟
إشارة المتكلّم إلى نفسه تُظهر أنّه جزء من هذا العالم الطبيعي لا مجرّد مشاهد خارجي، وتؤكّد الطابع الغنائي الذاتي للنص؛ فالوصف عند ابن خفاجة ليس وصفًا محايدًا، بل هو تعبير عن شعور شخصي بالانسجام مع الكون ومتعة الوجود في أحضان الطبيعة.

التقويم :

* استند ابن خفاجة، في إنشاء قصيدته، إلى الطبيعة حياةً متجدّدة وجمالًا ساحرًا. هل تراه أحكم الاستفادة منها حتى يميّز شعره من أشعار الآخرين؟ علّل جوابك.
نعم، أحسن ابن خفاجة الاستفادة من الطبيعة؛ إذ لم يكتفِ بوصفها كمنظر جميل، بل جعلها كائنًا حيًّا يضحك ويتحرّك ويشعر، وربط بينها وبين الإنسان في نظام واحد. بهذه الرؤية الكونية الشاملة استطاع أن يميّز شعره عن غيره من شعراء المشرق والأندلس الذين يقفون أحيانًا عند حدود الوصف السطحي.

* ما صلة هذا النص بقول ابن الزقاق الأندلسي:
«فاجتنِ اللذةَ في روضِ المنى بين ريحانٍ وراحٍ تصطبحُ…»
الصلة واضحة؛ فكلا النصّين يرسمان روضًا أندلسيًا خصبًا ويجعلان منه فضاءً للمتعة والسرور والشراب والأنس، ممّا يدلّ على اشتراك شعراء الأندلس في حبّ الطبيعة والاحتفاء بجمالها.

* هل يمكن الحديث عن ظاهرة تماثل بين نصوص الشعر الأندلسي تحجب كلّ تميّز؟ علّل.
يمكن الحديث عن تماثل في الموضوعات والصور العامة (كالاهتمام بالطبيعة والأنهار والروض)، لكن هذا لا يحجب التميّز؛ فابن خفاجة مثلًا يتميّز بـقوة التشخيص وبناء صور تقوم على وحدة الطبيعة والإنسان في نظام كوني واحد، وهذا يعطي شعره طابعًا خاصًا داخل هذا الإطار المشترك.

الاحتفاظ ب : الطبيعة الخصبة في الشعر الأندلسي

الماء والظلّ والأنهار والأشجار والأنوار والأزهار والرياض والربيع والطيور من أهمّ مكوّنات الطبيعة الموصوفة في الشعر الأندلسي، وقد حضرت بقوّة في قصائد عديدة لابن خفاجة وغيره. في نصّ «الروض» تهيمن الطبيعة الخصبة فتستقلّ موضوعًا موحّدًا، ويتجاوز الشاعر مجرّد التشخيص إلى رؤية شاملة تتوحّد فيها الطبيعة بالإنسان.

فيمَ تتجلّى ثنائية السكون والحركة في وصف ابن خفاجة للطبيعة؟
تتجلّى هذه الثنائية في الجمع بين صور السكون مثل: صفاء الماء وهدوء الروض ونعومة الخدّ، وصور الحركة مثل: نضح الندى، وانسكاب الغمام، واهتزاز الأغصان تحت تأثير الريح. فالسكون يعبّر عن الطمأنينة والصفاء، والحركة تعبّر عن تجدد الحياة واستمرارها، وباجتماعهما تتكوّن صورة طبيعة حيّة متوازنة.

التوظيف :

يمكن توظيف هذا النص في دراسة ظاهرة التماثل والتميّز في الأدب الأندلسي؛ فهو يبيّن كيف يشترك الشعراء في حبّ الطبيعة الخصبة واستعمال صور المطر والروض والأنهار، ومع ذلك يبرز تميّز ابن خفاجة في تشخيص الطبيعة ومنحها روحًا إنسانية، وفي جعله العلاقة بين الإنسان والكون تقوم على مبدأي السكون والحركة داخل نظام كوني واحد.


0 commentaires

Enregistrer un commentaire