dimanche 9 novembre 2025

شرح نص الفجر في منتصف الليل - ثالثة ثانوي آداب - المسرحية

شرح نص الفجر في منتصف الليل

التقديم :

هذا المشهد مقتطف من الفصل الثالث من مسرحية لتوفيق الحكيم، يدور فيه حوار بين القاضي والوزير والجلاد والمؤذن، حيث يحاول القاضي بعد فشله مع الوزير أن يبتكر حيلة جديدة لإنقاذ السلطان وانتزاع السلطة من البيت الحاكم، فيأمر المؤذن بأن يؤذّن لصلاة الفجر في منتصف الليل.

الموضوع :

يتناول النصّ حيلة القاضي والوزير لاستغلال أذان الفجر في منتصف الليل لإخراج السلطان من منزله واسترجاع السيطرة، كاشفًا استغلال الدين في الصراع على الحكم.

التقسيم :

  1. القاضي والوزير بعد الفشل (من «إنها غلطتي» إلى «يجب أن ننتظر الفجر»)

    • اعتراف بالخطإ وتبادل الاتهام، ثم التفكير في خطة جديدة.
  2. استدعاء المؤذن وكشف الخطة له (من «أين مؤذن هذا المسجد» إلى «واضح كلامي هذا أم غير واضح»)

    • إجبار المؤذن على الأذان للفجر في منتصف الليل رغم دهشته واعتراضه.
  3. تردد المؤذن وطمأنة القاضي له (من «ولكننا الآن تقريبا في منتصف الليل» إلى نهاية النص)

    • خوف المؤذن من الجماهير، ووعود القاضي بحمايته وتبرير الحيلة باسم «خدمة الدولة».

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

التلفظ والخطاب المسرحي

1- أرصد في مخاطبات القاضي مع المؤذن المؤشرات الدالة على أن المتكلم أخذ في الاعتبار حقيقة مخاطبه.
خاطب القاضي المؤذن مستغلًّا بساطته وخوفه؛ فاستعمل أوامر حازمة («اذهب»، «أذّن الآن») ممزوجة بوعود وتطمينات متكرّرة («لا تخف»، «لن أتخلى عنك»، «أعدك...») ليقنعه بتنفيذ الأمر، كما أكّد له أنه سيحاكم أمامه هو قاضي القضاة إن غضبت الجماهير، مما يدل على وعي القاضي بطبيعة مخاطبه واستغلاله لضعفه.

2- تعددت أنواع الحوار في النص. حدّدها واضبط وظيفة كل نوع.
في النص:
– حوار بين القاضي والوزير: يبيّن حالة الفشل والبحث عن مخرج سياسي جديد.
– حوار بين القاضي والمؤذن: يهدف إلى إجبار المؤذن على تنفيذ الخطة.
– حوار بين الوزير والقاضي حول الخطة (استفسار/استيضاح).
– حوار داخلي (همس المؤذن لنفسه): يكشف خوفه وارتباكه الداخلي.
وظيفة هذه الحوارات هي تحريك الحدث، وبيان نوايا الشخصيات، وإبراز التوتر النفسي والصراع بين السلطة والضمير.

3- اتبع القاضي في الكشف عن خطته أسلوب التشويق. بيّن تجلّيات ذلك وحاول أن تتبين مقاصده.
لم يصرّح القاضي منذ البداية بخطته، بل تحدّث عنها تلميحًا مع الوزير («يجب أن ننتزع السلطان من هذا البيت»)، ثم طلب المؤذن، وبعدها شيئًا فشيئًا كشف له الأمر. هذا التدرّج في الكشف يخلق تشويقًا لدى الشخصيات والجمهور معًا، وغايته إخفاء النية الحقيقية حتى اللحظة المناسبة وشدّ الانتباه إلى خطورة ما يعتزم القيام به.

4- كادت تكون جميع الإشارات الركحية متعلقة بالمؤذن. علام يدل ذلك؟ وما علاقتها بأقواله؟
يدلّ التركيز على المؤذن حركيًا وركحيًا على أنه محور التنفيذ في الخطة، وأن جسده وصوته هما الأداة الحاسمة في قلب الأوضاع. حركاته لهاثه، صعوده إلى المئذنة، تردده وهمسه، كلها تجسّد صراعه الداخلي وتُكمّل أقواله، فتُظهر هشاشته أمام سلطة القاضي وقوة «الأمر الديني» الذي طُلب منه تزويره.

روح الهزل والإضحاك

5- ما أوجه الطرافة في أقوال المؤذن وسلوكه؟ وما هي أساليب الإضحاك المستعملة في هذا النص؟
تبدو الطرافة في دهشة المؤذن المتكرّرة («الآن؟ في منتصف الليل؟ الفجر في منتصف الليل؟»)، وفي مقارنته بين تأخير الفجر وتقديمه، وفي شعوره بأنه سيُعتبر «معتوهًا مخبولاً» إن فعل ما طُلب منه. تعتمد الكوميديا هنا على:
المفارقة بين قداسة الفجر وعبثية الأمر السياسي.
التكرار في الأسئلة والاعتراضات.
السخرية من تناقضات القاضي والوزير ومن خوف المؤذن من الجماهير.
هذه العناصر تخلق جوًّا هزليًّا دون إلغاء جدّية القضية المطروحة.

بناء الشخصية :

6- قارن بين صورة المؤذن في الفصل الأول من المسرحية وصورته في هذا النص. هل تعتبر الشخصية نامية عبر الفصول؟ علّل.
يظهر المؤذن في الفصول الأولى مطيعًا بسيطًا لا يعي كثيرًا لعبة السياسة، أما في هذا النص فقد أصبح أكثر وعيًا بغرابة ما يُطلب منه وأكثر جرأة في التعبير عن تردده وخوفه من الجماهير، حتى لو همسًا. لذا نعتبره شخصية نامية لأن وعيه يتطور، وإن ظلّ في النهاية خاضعًا لسلطة القاضي.

7- ما التحول الحاصل في شخصية القاضي بين النص الثالث وهذا النص؟ وبمَ يمكن تفسيره؟
كان القاضي في النصوص السابقة يشعر بالفشل والحرج بعد تدخل المرأة، أما هنا فقد تحوّل إلى شخصية حازمة ماكرة، واثقة من قدرتها على ابتكار الحيل. يُفسَّر هذا التحول برغبته في تعويض الهزيمة وإثبات سلطان القضاء، فاستعمل ذكاءه ومكانته لتدبير حيلة جديدة يستغل فيها الدين لمصلحة السلطة.

قضايا المسرحية :

8- للقاضي وجهة نظر محدّدة في «خدمة الدولة». بيّنها وعلّق عليها.
يرى القاضي أن «خدمة الدولة» تبرّر استعمال كل الوسائل، حتى لو كانت مخالفة للشرع وللعقل، مثل تقديم الفجر في غير وقته وخداع الناس. فهو يقدّم مصلحة الحكم ومصلحة الدولة على الصدق والشرعية.
هذه النظرة نفعية تكشف انحراف السلطة عندما تبرّر الظلم والخداع باسم «المصلحة العليا»، وهو ما ينتقده الكاتب بوضوح.

التقويم :

* تم التلاعب بأذان الفجر في هذا النص للمرة الثانية؛ فما موقفك من ذلك؟ وهل يستوي الأمر في ذلك بالنسبة إلى المناسبتين وقد كانت المقاصد مختلفة؟ علّل ما تذهب إليه.
التلاعب بأذان الفجر مرفوض في الحالتين لأنه يمسّ بحرمة العبادة وبثقة الناس في شعائرهم. ورغم اختلاف المقاصد السياسية بين التأخير والتقديم، فإنّ المبدأ واحد: استعمال الدين أداة لخدمة السلطة، وهو أمر يناقض رسالته الروحية والأخلاقية.

* ما رأيك في حيلة القاضي؟ وما نصيبها من «الشرعية القانونية»؟
حيلة القاضي تبدو ذكية مسرحيًّا لكنها منعدمة الشرعية قانونيًا وأخلاقيًا؛ لأنها قائمة على الكذب وتزوير الوقت الديني وخداع الجماهير، أي أنها انتهاك واضح لمقاصد الشريعة ولروح القانون، حتى لو غُلِّفت بعبارة «خدمة الدولة».

* يبدو من نصنا ومن المقطع الموالي أن القاضي قد أعدّ لحيلته هذه قبل ذلك بكثير. حاول أن تفسر هذا الاختلاف أو التناقض.
يمكن تفسير التناقض بأن القاضي كان يُظهر التردد واليأس في بعض المواضع ليضلّل من حوله، بينما كان في الحقيقة يخطّط منذ وقت طويل لحيلته. هذا يعكس ازدواجية السياسي الذي يخفي نواياه الحقيقية، ويُظهر نفسه ضحية الظروف وهو في الواقع يدبّر في الخفاء.

الاحتفاظ ب :

روح الهزل :
لا تخلو مسرحية «الفجر في منتصف الليل» من الطرافة والدعابة؛ فقد وظّف الحكيم الإضحاك في المواقف والمفارقات، مثل أذان الفجر في منتصف الليل، وتردّد المؤذن بين الطاعة والخوف، مما أضفى على النص خفةً ظاهرة مع بقاء القضية السياسية عميقة في الخلفية.

أقوال الشخصية :
نتعرّف إلى حقيقة الشخصيات في النصّ المسرحي من أقوالها وتصرفاتها؛ فأقوال القاضي تكشف دهاءه وإيمانه بسلطة الدولة فوق كل شيء، وأقوال المؤذن تظهر بساطته وخوفه من الناس، بينما تعكس حوارات الوزير تردّده وحرصه على سلامة الموقف. ومن خلال هذه الأقوال نعرف مراتب الشخصيات الاجتماعية وقيمها ودورها في تطوير الحدث المسرحي.

التوظيف :

ورد في المسرحية بعيد هذا النص ما يلي:
بعد أن يفشل القاضي والوزير في تدبير الأمور، يقول القاضي إنه ما زال في «جعبة القانون» كثير من الحيل، مما يدل على أنه كان يفكّر في هذه الخطة منذ زمن، لا في تلك الليلة فقط.

التفسير:
يوحي هذا المقطع بأن القاضي سياسيّ محنّك يُعدّ حيله مسبقًا، لكنه يختار لحظة إظهارها بحسب مصلحته؛ فيبدو أحيانًا كأنه ارتجل الفكرة بعد طول تفكير، وأحيانًا كأنه كان مستعدًّا لها من قبل. هذا الاستخدام لعنصر الاستباق يزيد النص تشويقًا، ويُظهر ازدواجية القاضي بين صورة القاضي العادل وصورة السياسي الماكر.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire