samedi 8 novembre 2025

شرح نص لا أستطيع التوقيع على هذه الحجة - ثالثة ثانوي آداب - المسرحية

شرح نص لا أستطيع التوقيع على هذه الحجة

التقديم :

النص حوار مسرحي مأخوذ من مسرحية «السلطان الحائر» لتوفيق الحكيم، يجري في قاعة المحكمة أثناء مزادٍ لافتداء السلطان الأسير. تتواجه فيه شخصيات تمثل السلطة الرسمية (الوزير، القاضي، النخاس) مع «المجهول» والجماهير، وينقلب المشهد من احتفال بنجاح المزاد إلى دهشة وارتباك بسبب رفض المجهول التوقيع على حجة عتق السلطان.

الموضوع :

يتناول النصّ مشهد بيع حرية السلطان في مزاد علني ينقلب إلى أزمة حين يرفض «المجهول» التوقيع على حجة العتق بدعوى أنّه مجرد وكيل لا يملك هذا الحق.

التقسيم :

  1. مشهد المزاد والاحتفاء بالمجهول (من بداية النص إلى إعداد المبلغ).

  2. مشهد التوقيع على عقد البيع (تسليم الوثيقة الأولى والتوقيع عليها).

  3. مشهد رفض التوقيع على حجة العتق وكشف الوكالة (من سؤال القاضي عن التوقيع إلى نهاية المقطع).

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

التلفظ

1- لم يحدد الكاتب للشخصيات الفردية مضمون متلفظهم، فلماذا اكتفى بعبارتي «هتاف» و«تهتف» مع الجماهير؟ اقترح ما يوافق المقام.
لأنّ الكاتب أراد إبراز الطابع الجماعي للجماهير لا كلام الأفراد، فجعل الهتاف غير محدّد ليدلّ على الضجيج والانفعال العام، مثل: «يحيا السلطان»، «عاش الوطن»، «يسقط الأعداء».

نماء النص

2- انقلب حدث بيع السلطان من مخرج إلى مأزق. كيف خطّط الكاتب للمفاجأة المسرحية التي اعتمدها في هذا الانقلاب؟
مهّد الكاتب للمفاجأة بجوّ احتفالي بعد رسوّ المزاد، ثمّ أدخل الوثائق القانونية على التدرّج؛ فقبل المجهول عقد البيع ووقّعه، لكنّه رفض فجأة التوقيع على حجة العتق، فكانت المفاجأة حين اكتشف الجميع أنّه لا يملك هذا الحقّ.

3- ما دور هذه المفاجأة المسرحية على مستويي التعبير والتأثير؟
على مستوى التعبير كشفت المفاجأة عن تناقض بين المظاهر والشروط القانونية، وفضحت زيف الادّعاء بخدمة الحرية. أمّا على مستوى التأثير فقد أحدثت صدمة لدى القاضي والوزير والجماهير، وأثارت في المتلقي التساؤل عن معنى الحرية الحقيقي وعن حدود السلطة والقانون.

الخطاب المسرحي :

في الحبكة المسرحية

4- بمَ تفسّر كثرة الإشارات الركحية في هذا النص؟
تكثر الإشارات الركحية لأنّ النصّ المسرحي يعتمد كثيرًا على الحركة والإيماءة والجوّ البصري لشرح مواقف الشخصيات وانفعالاتها، ولتنظيم حركة الجماهير في المشهد، فتساعد هذه الإشارات المخرج والمتلقي على متابعة تطوّر الحدث دون إطالة الحوار.

5- وزّع هذه الإشارات على الشخصيات المذكورة وعلّق عليها عددًا ونوعًا ووظيفة.
النخّاس: إشاراته عديدة (يصيح، يلتفت، يكرر العدّ...) تعبّر عن جشعه وحماسه للمزاد.
الوزير: حركاته رسمية (يحيّي، يخاطب الجماهير، يستطرد) تبرز مظهره السياسيّ الخطابيّ.
القاضي: إشاراته هادئة (يعلن، يقدّم الوثائق) تدل على السلطة الشكلية للقانون.
المجهول: إشاراته أقلّ عددًا لكنها دالّة (يتراجع خطوة، يهزّ رأسه) تكشف توتّره وصراعه الداخلي.
الجماهير: إشارات جماعية (هتاف، ضجيج) تجسّد انفعالًا بلا وعي.
الوظيفة العامة لهذه الإشارات هي إغناء الحبكة بصريًا وإبراز التباين بين مواقف الشخصيات.

رمزية الشخصية :

6- قارن بين «سعر» السلطان عندما كان طفلاً منذ ربع قرن وسعره وهو سلطان. ماذا تستخلص من ذلك؟
كان السلطان في صغره يُباع بثمن زهيد، أمّا اليوم فيُفتدى بثلاثين ألف دينار. هذا الاختلاف يرمز إلى تقلّب قيمة الإنسان بحسب موقعه في السلطة لا بحسب إنسانيته، وينتقد المجتمع الذي يربط القيمة بالجاه والملك.

7- بم تفسّر موقف الوزير من «المجهول» في بداية النص وموكله في آخره؟
في البداية أشاد الوزير بالمجهول وعدّه مواطنًا صالحًا كريمًا، لكنّه في النهاية صار يشكّ فيه وفي موكله بعد رفض توقيع حجة العتق. يدلّ ذلك على أنّ الوزير انتهازيّ يغيّر موقفه تبعًا لما يخدم السلطة ومصلحتها، لا تبعًا للمبادئ.

التقويم :

8- هل وفّق الكاتب في إحداث المفاجأة وقلب المسار المتوقّع للأحداث؟ بيّن ذلك.
نعم، فقد نجح الحكيم في قلب المسار؛ فبعد أن بدا أنّ المشكلة حُلّت ببيع السلطان، جاءت لحظة الرفض لتفتح أزمة جديدة، فاشتدّ التوتّر وتعمّق المعنى الفكري للنص، وهذا ما يجعل المفاجأة المسرحية فعّالة ومقنعة.

9- ألا ترى أنّ الموقف المسند في هذا النص إلى الوزير لا يتناسب مع ملامح شخصيته كما تجلّت في النصوص السابقة؟ وضّح رأيك.
الموقف منسجم مع ملامح الوزير في باقي المسرحية؛ فهو دائمًا رمز للرياء السياسي، يتظاهر بخدمة الوطن والشعب، لكنه في الحقيقة يدافع عن النظام ومصالحه فقط، لذلك يتقلّب كلامه مع تغيّر ظروف الموقف.

التوظيف :

10- وضّح رأي الحكيم في ما يتعلّق بالمفاجأة المسرحية كما ورد في الاقتباس.
يرى توفيق الحكيم أنّه في بداياته كان يكتب للمسرح بالمعنى التقليدي، فيركّز على المفاجأة الحدثية (coup de théâtre) التي تقلب مجرى الحوادث فجأة، ثم تطوّر فكره فصار يهتمّ أكثر بـالمفاجأة الفكرية الكامنة في الفكرة والرمز، لا في الحادثة وحدها.

11- هل يتناسب ما جاء في «السلطان الحائر» (1960) مع الفترة الأولى أم الثانية من مسيرة الحكيم؟ علّل رأيك.
تتوافق هذه المسرحية أكثر مع الفترة الثانية (الكتابة للمطبعة) لأنّها تقوم على مناقشة فكرة الحرية والسلطة والشرعية نقاشًا عقليًا رمزيًا، وتهتم بالمعنى الفلسفي الذي يقرؤه المتلقّي في النصّ أكثر من اعتمادها على تأثير العرض الحركي وحده.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire