شرح قصيدة غريب على الخليج
التقديم :
قصيدة «غريب على الخليج» للشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب من شعر التفعيلة الحديث، كتبها في غربته بالكويت سنة 1953. يصوّر الشاعر فيها لحظة تأمّل على شاطئ الخليج يستبدّ خلالها الحنين إلى العراق، فيستعيد طفولته وذكرياته وأصوات أهله، وتتداخل صورة الوطن بالأسطورة والرمز لتجسّد مأساة المنفى العربي الحديث.
الموضوع :
يتناول النصّ تجربة الشاعر في الغربة على شاطئ الخليج وما يعيشه فيها من حنين موجع إلى وطنه العراق وعجز عن العودة إليه.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم :
التلفّظ والحضور
1- في أي لحظة من القصيدة أعلن المتكلم عن حضوره الصريح فيها؟
أعلَن المتكلّم عن حضوره عندما وصف جلوسه على الرمال عند الخليج متأمّلًا البحر: «وعلى الرمال، على الخليج / جلس الغريب».
2- ما علاقة المتكلم بمخاطَبيه؟ وما تأثيرها في فحوى خطابه؟
المتكلّم يخاطب وطنه العراق وأهله، وعلاقته بهم علاقة حبّ وحنين وألم، لذلك جاء خطابه عاطفيًّا صادقًا يعبّر عن الشوق والحرقة.
تحوّل الأزمنة والموجودات
3- تعددت الأزمنة وتنوعت حركتها في خطاب الشاعر. وضّح ذلك، وبيّن أثرها في نظام القصيدة.
يتنقّل الشاعر بين الحاضر في منفاه، والماضي حيث ذكريات الطفولة في العراق، والمستقبل الذي يرجو فيه العودة. هذا التعدّد منح القصيدة حركة داخلية وعمقًا وجعل تجربة الغربة شاملة للزمن كلّه.
4- ما دلالة تحوّل الموجودات في الزمان والمكان من الهدوء إلى التوتر، في القسم الأول من النص؟
تحوّل البحر والريح والأصوات من الهدوء إلى التوتر يرمز إلى اضطراب نفس الشاعر، وتحوّل تأمّله الهادئ إلى قلق وحنين ووجع داخلي.
5- ألحق الشاعر الفردي الخاص بالأسطوري المشترك. ما الصور الشعرية التي تحقق فيها الإلحاق؟ وما دلالته؟
يتجلّى ذلك في تشبيه نفسه بالمسيح الذي يحمل صليبه في المنفى، وفي صور الفداء والآلام. يدلّ هذا الإلحاق على أنّ معاناة الشاعر الفردية تتحوّل إلى مأساة إنسانية مشتركة.
الذاتي والجماعي وتجربة الغربة
6- للعراق في القصيدة صورتان: إحداهما مطلوبة والأخرى مرفوضة. ما الحقل المعجمي المستخدم في التعبير عن كل صورة؟ وما مرجع كل واحدة منهما؟
الصورة المطلوبة: حقل الحياة والجمال (الشمس، النخيل، العطور، القرى، الطفولة، العناقيد...). مرجعها العراق الحبيب في ذاكرة الشاعر.
الصورة المرفوضة: حقل الألم والحرمان (الغربة، الجوع، الفقر، الموت، الذلّ، الشحاذ الغريب...). مرجعها العراق البعيد الذي لا يستطيع الوصول إليه.
7- ما المعاني التي عمل الشاعر على تصويرها بتوظيف رمز المسيح؟
رمز بالمسيح إلى الألم، والتضحية، وحمل الصليب في المنفى، أي تحمّل الشاعر عذاب الغربة في سبيل وطنه وحبّه له.
8- تنامت تجربة الغربة وتعدّدت وجوهها وعجز الغريب عن الخلاص. إلامَ يعود ذلك؟
يعود ذلك إلى شدّة ارتباطه بوطنه من جهة، وعجزه المادي عن العودة من جهة أخرى، فلا مال لديه ولا سفينة تقرّبه من العراق.
الاحتفاظ ب : العبارة بالرمز
ما المقصود بالعبارة بالرمز في هذه القصيدة؟
المقصود أن الشاعر لا يصرّح بمعانيه مباشرة، بل يعبّر عنها عبر رموز مثل البحر، والريح، والمسيح، والصليب، ليشير إلى الغربة، والقلق، والفداء، فيمنح القصيدة عمقًا وتعدّدًا في الدلالة.
التوظيف :
هل أن دلالة الغربة في قطعة «يا غربة الروح في دنيا من الحجر» هي نفسها المعبر عنها في النص؟ علّل.
نعم، الدلالة واحدة؛ فالغربة في المقطعين تعبّر عن شعور الروح بالوحدة والجمود وسط عالم قاسٍ لا دفء فيه، غير أنّها في «غريب على الخليج» مرتبطة أكثر بالمنفى الجغرافي عن الوطن.
التقويم :
1- استخدم الشاعر رموزًا ووظّف أساطير في هذه القصيدة. فإلى أي حدّ أحسن الاستخدام وأجاد التوظيف؟
أحسن السيّاب استخدام الرمز والأسطورة؛ لأنّها جاءت منسجمة مع تجربته، فصورة المسيح والبحر والليل لم تُفرض على النص، بل عبّرت بصدق عن آلام الغربة والحنين.
2- إلى أي حد استطاع السيّاب، في تصويره معنى الغربة، النفاذ من معاناته الشخصية إلى جوهر الإنسان؟
استطاع بدر شاكر السيّاب أن يحوّل غربته الخاصة إلى رمز لكل إنسان منفيّ عن وطنه أو عن ذاته، لذلك تبدو معاناته قريبة من القارئ مهما كان مكانه وزمانه.
3- ابحث في القصيدة عن أدلّة تؤكّد هذا القول.
من الأدلّة قوله: «إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون؟ أيخون إنسان بلاده؟»، وقوله: «الشمس أجمل في بلادي من سواها»، وكذلك تشبيهه نفسه بالمسيح الذي «يجرّ في المنفى صليبه»؛ فهذه الصور تتجاوز حالة الشاعر لتعبّر عن همّ إنساني عام.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire