شرح نص متاع عقيم
التقديم :
نص «متاع عقيم» مقطع مسرحي لتوفيق الحكيم، يدور في قصر السلطان بين ثلاث شخصيات رئيسة: القاضي والسلطان ووزيره، ويعرض صراعًا حادًّا بين منطق الشرع والقانون من جهة، ومنطق المصلحة السياسية والحفاظ على العرش من جهة أخرى.
الموضوع :
يقدّم النص حوارًا يكشف صراعًا بين القاضي والسلطان ووزيره حول شرعية حكم السلطان، مبرزًا تمسّك القاضي بالقانون ورفضه كل تلاعب أو كذب في سبيل الحفاظ على العدل.
التقسيم :
-
عرض خطة الوزير لإنقاذ السلطان ورفض القاضي لها (من «تريد إذن أيها السلطان العظيم...» إلى «الحل بواسطة الكذب...»)
- اقتراح الوزير الاعتماد على الكذب لإثبات عتق السلطان.
- إصرار القاضي على أنها مؤامرة ضد القانون.
-
تمسّك القاضي بيمينه واستقلالية ضميره (من «بالنسبة إلى الأمر يختلف...» إلى «على هذه الخطة... لا»)
- تأكيد القاضي أنه لا يستطيع الحنث بيمينه.
- رفضه وضع يده في يد السلطان والوزير على أساس الباطل.
-
تصعيد الصراع وتحويل السلطان إلى «متاع عقيم» (من «إذن تستطيع في هذه الحالة أن تنحي نفسك جانبًا...» إلى نهاية النص)
- إصرار القاضي على تطبيق القانون وبطلان تصرفات السلطان.
- بيان أن السلطان متاع مملوك لبيت المال ومتاع عقيم يُقترح بيعه في المزاد.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم :
التلفظ
1- استخرج من أقوال القاضي للسلطان مؤشّرًا على إبراز أفكاره وآخر يدلّ على أنّه ليس مصدر المعلومة التي يتلفّظ بها.
– من المؤشّرات على إبراز أفكاره قوله: «إني لا أستطيع أن أشترك في هذه المؤامرة» و«لا أستطيع الحنث بيمين عاهدت فيها نفسي...»، فهو يعلن موقفه الشخصيّ بوضوح.
– وما يدلّ على أنّه ليس مصدر المعلومة بل ناقلٌ عن القانون قوله: «أنت في نظر الشرع والقانون لست سوى عبد رقيق...»، فهو يبيّن حكم الشرع لا رأيه الخاص.
2- من المعني بما ورد في مخاطبات القاضي من إنباء بأحداث آتية؟
المعني أساسًا هو السلطان، لأنّ القاضي ينبّهه إلى ما سيترتّب على تطبيق القانون أو مخالفته من فقدان العرش وافتضاح الأمر أمام الشعب.
شخصيات وأدوار
3- هل في أقوال القاضي وصفاته وأفعاله ما يجعله شخصية فاعلة في حكاية المسرحية؟ علّل.
نعم، فالقاضي شخصية فاعلة لأنّه هو الذي يوجّه سير الأحداث: يرفض الخطة، يعلن بطلان تصرّفات السلطان، يقترح عزله أو قتله أو نفيه لنفسه، ويحوّل السلطان إلى «متاع عقيم»؛ وبهذا يصنع جوهر الصراع في النص بين الحقّ والسلطة.
4- إلام يرجع الاختلاف بين القاضي من ناحية، والسلطان ووزيره من ناحية أخرى؟
يرجع الاختلاف إلى تعارض المرجعيات؛ فالقاضي يستند إلى الشرع والقانون والضمير، في حين يستند السلطان ووزيره إلى المصلحة السياسية والخوف على العرش ولو كان ذلك بالكذب والتزوير.
5- ما الدور الذي اضطلع به الوزير في النص؟ وما علاقته بمكانته في السلطة؟
الوزير هو الذراع السياسية للسلطان؛ يقترح «الخطّة» القائمة على الكذب للتخلّص من مأزق القانون، ويحاول إقناع القاضي بأنها «حل» لا مؤامرة. دوره ينسجم مع مكانته في السلطة باعتباره مستشارًا يبرّر أفعال الحاكم ويدافع عن بقاء النظام أكثر من دفاعه عن العدالة.
أقوال ومواقف
6- فيم تتمثّل حجاجيّة أقوال القاضي لمخاطَبيه؟ ولِمَ تحرص هذه الشخصية على جعل خطابها متماسكًا مقنعًا؟ وهل لذلك أثر في تطوير حبكة المسرحية؟
تتمثّل حجاجية أقوال القاضي في أنّها مبنيّة على أدلّة شرعية وقانونية ومنطقية؛ فهو يستدلّ بوضع العبودية، ثم بالإرث وبيت المال، ثم بعهدِه على نفسه. يحرص على تماسك خطابه لأنه يمثّل الشرع والقانون، فلا يجوز له التناقض أو التلاعب بالكلام. هذا التماسك يزيد من قوّة موقفه ويُصعِّد التوتر الدرامي، فيُطوّر حبكة المسرحية ويُعمّق الصراع بينه وبين السلطان ووزيره.
7- على أساس أيّ منطقٍ ترابطت مخاطبات الشخصيّات؟ قارن بين ترابط مخاطبات القاضي والوزير من ناحية وترابط مخاطبات القاضي والسلطان من ناحية أخرى.
ترابط المخاطبات قائم على منطق الصراع الجدلي بين القانون والمصلحة، بين الصدق والكذب:
– القاضي والوزير: الحوار بينهما حوار حجاجيّ؛ الوزير يقترح «الخطة» والقاضي يفنّدها حجّةً حجّة، فيبدو ترابط الأقوال على شكل اعتراض وردّ.
– القاضي والسلطان: الحوار أكثر حدّة ومواجهة مباشرة؛ السلطان يأمر ويهدّد، والقاضي يجيبه بحكم القانون، فيتّجه الترابط نحو كشف حقيقة وضع السلطان القانوني وتحويله إلى «متاع عقيم».
التقويم :
* إلى أيّ حدّ يوفّر النص توازنًا بين الفكرة ومتعة المشاهدة؟
يوفّر النص توازنًا واضحًا؛ فالفكرة عميقة تتعلّق بسيادة القانون واستبداد السلطة، وفي الوقت نفسه تُقدَّم في حوار مسرحي مشوّق يتصاعد فيه التوتّر والتهديد والردّ، فيجتمع عند المتلقّي متعة المتابعة المسرحية مع التفكير في قيمة العدالة.
* ما رأيك في موقف القاضي من السلطان ووزيره؟ وهل يدلّ حقًّا على مناصرة للقانون؟
موقف القاضي نبيل وشجاع؛ فهو يواجه السلطان في عقر قصره، ويرفض الانخراط في المؤامرة، ويعلن بطلان تصرّفاته ولو عرّض ذلك نفسه للعزل أو النفي أو القتل. هذا الموقف يبرهن بوضوح على أنّه يناصر القانون والحقّ فوق كل اعتبار، ولا يساوم على ضميره مهما كانت الضغوط.
الاحتفاظ ب : قوة الموضوع
يُعدّ موضوع «متاع عقيم» من أهمّ ركائز المسرحية؛ إذ يجمع بين البعد القانوني والسياسي والأخلاقي في معالجة علاقة الحاكم بالقانون. وقد نجح توفيق الحكيم في التوفيق بين الفرجة المسرحية وبين طرح أسئلة عميقة حول العدالة والسلطة وضمير القاضي، فبقي الموضوع حيًّا ومثيرًا للتفكير لدى القارئ والمشاهد.
التوظيف :
استلهم توفيق الحكيم شخصية القاضي في نصّه من صورة قاضي القضاة عبد العزيز بن عبد السلام، الفقيه الشهير الذي عُرف بمواقفه الصارمة من أمراء المماليك، حين حكم ببطلان تصرّفاتهم ما داموا عبيدًا غير أحرار، ودعا إلى بيعهم في السوق لفائدة بيت المال. يمكن للمتعلّم العودة إلى كتب التاريخ للبحث عن هذه القصة الحقيقية، ثمّ مقارنة القاضي التاريخي الواقعي بـقاضي الحكيم المتخيَّل، لاستخلاص طريقة الكاتب في توظيف التاريخ لخدمة قضايا فكرية معاصرة.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire