dimanche 2 novembre 2025

تعريف الكاتب عبد الستار إبراهيم

تعريف الكاتب عبد الستار إبراهيم

عبد الستار إبراهيم هو عالم نفس عربي بارز، يُعدّ من أبرز المختصّين في مجال علم النفس العصبي والسريري في العالم العربي خلال القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين. وُلد في مصر سنة 1936، وكرّس حياته للدراسة والبحث والتدريس، ليصبح من أهمّ الأسماء الأكاديمية التي ساهمت في إثراء الفكر النفسي وتطويره عربيًا. امتزج عمله بالجدّ والاجتهاد والتجربة العميقة، فشكل علامة فارقة في نقل علم النفس الحديث إلى القارئ والباحث العربي، وإرساء قواعد التفكير العلمي في دراسة النفس الإنسانية.

1- السيرة الذاتية والنشأة

وُلِد عبد الستار إبراهيم سنة 1936 في مصر، في بيئة ثقافية وعلمية شجّعته منذ طفولته على حبّ القراءة والتعلّم. منذ سنواته الأولى، كان مولعًا بفهم طبيعة الإنسان وسلوكياته، وهو ما دفعه إلى دراسة علم النفس والمضي فيه بشغف كبير.

تلقّى تعليمه الجامعي في مصر، ثم واصل دراساته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تخصّص في علم النفس السريري والعصبي، وحصل على درجة الدكتوراه، ليعود فيما بعد حاملاً رؤية جديدة للفكر النفسي في الوطن العربي، تجمع بين الأصالة العلمية والتجربة الميدانية والتطلّع إلى تطوير المجتمع.

2- أهم إنجازاته العلمية والفكرية

1- البحث العلمي

تميّز عبد الستار إبراهيم بإسهاماته في مجال البحث العلمي، فقد نشر العديد من الدراسات في مجالات مثل علم النفس المعرفي، الاضطرابات النفسية، والطب النفسي العصبي. وقد اتسمت أبحاثه بالدقة العلمية، والقدرة على الربط بين الأسس النظرية والتطبيقات العلاجية العملية.

2- الكتابة العلمية

أثرى المكتبة العربية بعدد كبير من الكتب التي ساهمت في تقريب علم النفس من القارئ العربي، ومن أشهر كتبه:

"علم النفس المعرفي": وهو أحد أهم المراجع العربية في فهم العمليات العقلية مثل الإدراك، التفكير، والذاكرة، بأسلوب علمي واضح يجعل القارئ قادرًا على فهم أعقد المفاهيم النفسية بسهولة.
"الاضطرابات النفسية والعقلية": قدّم فيه شرحًا وافيًا لأسباب الاضطرابات النفسية وطرق تشخيصها وعلاجها، مستندًا إلى أحدث النظريات العلمية والتجارب السريرية.

3- الرؤية العلمية والفكرية

آمن عبد الستار إبراهيم بأن العلم طريق لصناعة الوعي، وأن فهم النفس البشرية هو خطوة أولى لبناء مجتمع قوي ومتوازن نفسيًا وأخلاقيًا.
كان يدعو دائمًا إلى:
إدخال التفكير العلمي في علاج القضايا النفسية والاجتماعية.
نشر التربية النفسية وأهميتها في الأسرة والمدرسة.
كسر الحواجز بين العلوم الحديثة والثقافة العربية، من خلال الترجمة والتبسيط العلمي.

ركز في أعماله على فهم الإنسان في أبعاده المختلفة: الإدراكية، الانفعالية، الاجتماعية، والثقافية، معتبرًا أن الإنسان كيان مركّب يحتاج إلى مقاربة شاملة لفهمه.

4- التأثير والإرث

ترك عبد الستار إبراهيم أثرًا عميقًا في الساحة العلمية العربية، وأصبح مرجعًا مهمًا للطلاب والباحثين والمختصين في علم النفس. ساهمت جهوده في نشر الثقافة النفسية في العالم العربي، وفي تعزيز الاهتمام بالصحة النفسية بوصفها جزءًا أساسيًا من صحة الإنسان ورقيّ المجتمع.

لقد كان مثالًا للعالم المتواضع، المجتهد، الذي جمع بين المعرفة النظرية والخبرة العملية، وبين الأصالة والحداثة، فبقي اسمه حاضرًا في ذاكرة الفكر النفسي العربي.

الخاتمة

يعدّ عبد الستار إبراهيم واحدًا من أعلام الفكر العلمي في الوطن العربي، ورائدًا في مجال علم النفس المعاصر. بفضل علمه وإخلاصه، ساهم في بناء جسر فكري بين العالم العربي والعلوم الإنسانية الحديثة، وترك إرثًا يستمرّ في إضاءة دروب الباحثين والمهتمين بدراسة النفس والإنسان.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire