فرض انشاء حول محور الاسرة - موضوع مع الإصلاح - سابعة أساسي
الموضوع: اضطرت أمك للغياب عن البيت بضعة أيام للعناية بالجدّة المريضة فاضطربت أحوالكم في البداية، لكنكم تعاونتم من أجل إعادة التوازن و تلبية حاجيات الأسرة.
المطلوب : اسرد ما وقع مبرزا مظاهر التعاون بينكم مؤكدا قيمة الترابط الأسري و أثره في أفرادها.
المقدّمة:
تُعدّ الأسرة الحضن الدافئ الذي نشأ فيه الإنسان وتعلّم قيم الحياة ومعاني المحبّة والتعاون. فهي الملاذ الذي نجد فيه السعادة والطمأنينة، ولا شكّ أنّ التعاون بين أفرادها أساس تماسكها وسبب قوّتها، فبه تُذلّل الصعاب وتُواجه الأزمات. وقد أدركت هذه الحقيقة إدراكًا عميقًا من خلال تجربة مررت بها حديثًا.
الجوهر:
لطالما نعمنا في بيتنا بجوّ من المحبّة والوئام بفضل أمي التي كانت الركن الحنون والسند القوي، ترعانا وترتب أمورنا وتتابع دراستنا دون كلل. لكنّ هذا الهدوء لم يدم، فقد مرضت جدّتي مرضًا شديدًا واضطرّت أمي إلى الالتحاق بمنزلها في القرية المجاورة للاعتناء بها. وما إن غادرت البيت حتى شعرت بشيء ثقيل على صدري، وشعرت بفراغ كبير لا يملؤه أحد غيرها.
ومع مرور الأيام، بدأنا نشعر بصعوبة غيابها؛ فالفوضى عمّت المنزل، واستسلمنا للهو والسهر ومتابعة التلفاز، وأهملنا واجباتنا المدرسية، فصرنا نستيقظ متأخّرين ونخرج من البيت دون فطور. أمّا أبي فكان يغادر باكرًا ويعود متعبًا فلا يجد وقتًا لتنظيم شؤون المنزل. ومع كلّ ذلك، كنت أشعر بالمسؤولية تُنادي ضميري، لكنّني كنت أؤجّل التفكير فيها حتى جاء اليوم الذي اتّصلت فيه أمي لتطمئن علينا، فشعرت بالخجل وتأنيب الضمير لأنها عهدت إليّ بمسؤولية رعاية إخوتي، فكيف لي أن أخلف وعدي؟!
ومن تلك اللحظة تغيّر كل شيء. اجتمعنا كأسرة واحدة، واتّفقنا على إعادة النظام إلى بيتنا حتى تعود أمي مطمئنة. فبدأتُ بتنظيم الوقت بين الدراسة والعمل المنزلي، وأعددت الطعام لإخوتي واهتممت بنظافتهم، وساعدتني أختي في ترتيب الغرف وغسل الأواني ومسح الغبار، بينما تولّى أخي الأصغر ما يستطيع فعله، وكان أبي يوجّهنا ويراقب أعمالنا رغم انشغاله. ومع مرور الأيام عاد بيتنا منظّمًا نظيفًا، وأنهينا فروضنا المدرسية في وقتها وعمّت السعادة من جديد بيننا.
وهكذا أدركت أن النظام أجمل من الفوضى، وأن التعاون داخل الأسرة مفتاح النجاح وتجاوز الأزمات، كما أحسست بقيمة الأم وفضلها العظيم في رعاية البيت وتسيير شؤونه.
الخاتمة:
وفي اليوم الذي عادت فيه أمي إلى المنزل، ارتسمت على وجهها علامات الفخر والسعادة بما أنجزناه، ودعت لنا بالتوفيق والنجاح. عندها شعرت أنّ التجربة كانت درسًا ثمينًا في المسؤولية، وأن التعاون قيمة عظيمة لا تضاهيها قيمة، وأن الأسرة المتكاتفة لا تهزمها المحن. حقًا، ما أجمل أن نكون يدًا واحدة، نساند بعضنا في السراء والضراء!
.png)
0 commentaires
Enregistrer un commentaire