mercredi 19 novembre 2025

شرح نص المعتزلة يتوسطون الفرق - بكالوريا آداب - الجاحظ

شرح نص: المعتزلة يتوسطون الفرق

التقديم :

النص مقتطف من رسالة للجاحظ في علم الكلام، وهو نص حجاجي فكري من العصر العباسي يعرض فيه الكاتب مذهب المعتزلة ويميزه عن بقية الفرق الإسلامية.

الموضوع :

يدافع الجاحظ عن مذهب المعتزلة مبرزًا نشاطهم العلمي ووسطيتهم في الحكم على القضايا العقدية ومقارناً آراءهم بآراء الفرق الأخرى.

التقسيم :

  1. من بداية النص إلى «ولذلك اخترنا الاعتزال» : إبراز فضل المتكلمين ودور المعتزلة.

  2. من «قالت الجهمية» إلى «لا يجوز أن يكون في الجنة مع المؤمن» : مقارنة مواقف الفرق في صفات الله وحكم القاذف.

  3. من «وقالت الخوارج في قتال الفئة الباغية» إلى «هو الاعتزال» : التوسط في مسألة قتال الفئة الباغية.

  4. من «والأصل الذي نبني عليه أمورنا» إلى نهاية النص : بيان منهج المعتزلة في التدرج في الحكم على الأشخاص.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم والتحليل

1- طرفا الخطاب هما الجاحظ المحاجّ المعتزلي ومخاطَب يعترض على عليّ والمعتزلة؛ هذا الوضع يمهّد لحجاج ينتهي لصالح الجاحظ لأنه الأعلم والأقدر على إقامة البرهان.

2- اعتمد الكاتب عرض فضل المتكلمين والمعتزلة أولاً، ثم عرض آراء الفرق المختلفة في قضايا محددة، فبيّن وسطية المعتزلة، وختم بدعوة المخاطَب إلى الإتيان ببرهان إن خالفه.

3- من المعجم الحجاجي: البرهان، الدليل، اليقين، الإقرار، البيان، الإفهام، «خير الأقاويل أعدلها»، «إن كان عندك برهان»، «الحق أحق ما قُضي به». هذه الألفاظ تؤكد الطابع الاستدلالي والمنطقي للنص.

4- نعم، الحكم يختلف؛ فالخوارج كفّروا القاذف، والمرجئة عدّوه مؤمناً، والبكرية جعلته أسوأ من المشرك، أمّا المعتزلة فحكموا عليه بالفسق منزلةً بين المنزلتين، وهو موقف وسط نابع من منهجهم في العدل والتدرج في الأحكام.

5- الطابع التفسيري يتجلى في تعريف الفرق وآرائها: «قالت الجهمية… قالت الرافضة…»، وفي شرح موقف المعتزلة وتعليل أحكامهم وشرح مراحل الحكم من الخطأ إلى الكفر، وكل ذلك بوظيفة إخبارية وتعليمية للقارئ.

6- من معطيات النص يتبين أن المعتزلة فرقة كلامية عقلانية، نشيطة في التأليف والجدل، تعتمد التوسط بين الغلوّ والتقصير، تفسّر التعاليم الإسلامية تفسيراً منطقياً، وتلتزم بالعدل في الحكم على الأفعال والأشخاص.

7- من خصائص الفكر الاعتزالي: اعتماد العقل والبرهان، التوسط والاقتصاد في الأحكام، التدرج من الخطأ إلى الإثم فالضلال فالكفر، رفض التجسيم في صفات الله، والتحرز من التكفير بلا ضرورة قاطعة.

النقاش

8- الخوض في هذه المسائل يدل على وجود مجال لحرية الرأي والنقاش العقائدي آنذاك، إذ ظهرت فرق متعددة وكتب في الجدل الكلامي، ما يعكس حيوية فكرية في المجتمع الإسلامي.

9- استمرار الحديث عن الاعتدال والوسطية اليوم سببه أن الوسطية مبدأ قرآني، وهي السبيل لمواجهة التطرف والغلوّ من جهة، والتفريط واللامبالاة من جهة أخرى، كما أنها أقرب لتحقيق التعايش والاستقرار.

10- أصاب المعتزلة في كثير من أحكامهم لأنهم تجنبوا التكفير السريع واعتمدوا التدرج والعدل، لكن بعض آرائهم أثار خلافاً عند من رأى أنهم قدّموا العقل في مواضع ينبغي فيها الوقوف عند ظاهر النصّ.

اللغة: مصطلحات الحجاج

البرهان: حجة قاطعة يعتمدها المتكلم لإثبات قوله.

الدليل: علامة أو حجة يستدلّ بها للوصول إلى حكم أو نتيجة.

اليقين: درجة عالية من التصديق لا يدخلها الشك.

الإقرار: اعتراف صريح بصحة ما ثبت من حجة أو حكم.

تنتمي هذه الألفاظ إلى حقل معجمي واحد هو حقل الاستدلال الحجاجي، وهي مرتبة من وسيلة الإثبات (الدليل والبرهان) إلى نتيجة الإثبات (اليقين) ثم قبولها (الإقرار).

الكتابة :

يتبيّن من مواقف المعتزلة أنهم قدّموا نموذجاً إيجابياً في استعمال العقل لخدمة الدين، فدافعوا عن التوحيد ونفوا عن الله التجسيم، ورفضوا الغلوّ في التكفير، واعتمدوا التدرج والعدل في الحكم على الناس. إن هذا المنهج الوسطي العقلاني يجعل الاعتزال تجربة فكرية يمكن الإفادة منها اليوم في مواجهة التعصب والتطرف وترسيخ ثقافة الحوار واحترام الاختلاف.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire