شرح نص : تفضيل الكلام على الصمت – للجاحظ
التقديم :
نص حجاجي من كتاب الرسائل للجاحظ، يعرض فيه الكاتب قضية تفضيل الكلام على الصمت، معتمدًا حججًا عقلية ونقلية، مبرزًا أن المنطق هو ما يميز الإنسان عن الحيوان والجماد.
الموضوع :
يبين الجاحظ أن الكلام أفضل من الصمت لأنه وسيلة الشكر والتواصل والتدبير، ولأنه يميز الإنسان عن بقية الموجودات، معتمدًا شواهد عقلية وشرعية لدعم أطروحته.
التقسيم :
- فضل الكلام (من "إني وجدت" إلى "ظاهرة")
- بيان وظائف الكلام في الدين والحياة.
- نقد الصمت (من "ولم أجد للصمت فضلاً" إلى "شواهدها")
- إبطال فكرة تفوق الصمت على الكلام.
- الكلمة سبب النجاة (من "مع أني" إلى "مغبة نفعه")
- الدفاع عن قيمة الكلمة وأثرها.
- حجة إبراهيم (الفقرة الأخيرة)
- مثال قرآني يؤكد قيمة الكلام.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم :
1- المراوحة تتمثّل في عرض نتائج الواقع مثل: “لا يؤدَّى شكر الله إلا بالكلام”، ثم تفسيرها بالحجج العقلية والدينية، فينتقل من الملاحظة إلى التبرير.
2- الطرفان هما الجاحظ والمخاطَب بعبارة "أسعدك الله". صمت المخاطَب يدل على دوره التعليمي وعلى احترام كلام المتكلم.
3-
| الكلام | قيمته | الصمت | قيمته |
|---|---|---|---|
| التعبير – الشكر – التواصل – المعرفة | أساسي للحياة والتفكير | الحذر من الإثم – التوقّي | قيمة خاصة محدودة |
4- الحجج: عقلية (التمييز بين الإنسان والحيوان)، نقلية (القرآن والأحاديث)، واقعية (الحاجات اليومية). نوعها: عقلية ونقلية وتجريبية.
5- لأنه أمرٌ بديهيّ، فهو يرى أن المنطق جوهر إنسانية الإنسان، فلا يحتاج إلى تفصيل.
6- الحاجات: شكر الله → التعبير عن الحاجات اليومية → الإبانة عن المقاصد → التدبير. الترتيب مقصود من الأهم إلى المهم.
7- تتجلى في قوله: “ولعله أن يكون بكلمة واحدة نجاة خلق وخلاص أمة”. وهو جوهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
النقاش :
• لا تناقض عند الجاحظ، فلكل مقام مقال: يفضل الصمت حين يؤدي الكلام إلى الضرر، ويفضل الكلام حين يكون نافعًا.
• الدعوة للصمت عند ابن المقفع وابن حزم تفسَّر بانتشار الفتن السياسية والعلمية، فكان الصمت وقاية من الزلل.
• اليوم نحتاج الكلام للدفاع عن الحقوق ومقاومة الفساد. لكنه مسؤولية وليس حرية مطلقة لأن الكلمة قد تضر أو تضلّل.
الحجاج :
استعمل الجاحظ لام التعليل (لأن، لِـ) و"إذ" لتفسير النتائج وربط الأفكار. كما اعتمد التعديد (ومنها… ومنها…) لتقوية الحجة.
اللغة :
استعمل "العلة" و"السبب" للدلالة على منطق الأشياء، وارتكز عليهما لتأسيس حكمه بأن الكلام أصل في البشرية.
البلاغة :
الجمل المسجعة مثل “الأحاديث المنقولات، الأقاصيص المرويات، السمر والحكايات…” تعطي النص إيقاعًا وتجعله أقرب إلى خطاب بليغ مقنع.
إضافة حجج :
يمكن إضافة: دور الكلام في نشر العلم، وحلّ النزاعات، وتكوين العلاقات الاجتماعية، وحماية الحقوق.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire