وصف الصباح
أخرج إلى فناء البيت فأشعر بالنسيم الصباحي يمرّ على خديّ بخفة، كأنه يداعبني ليقول: "صباح الخير". الهواء نقيّ، بارد قليلًا ومنعش، يجعلك تأخذ نفسًا عميقًا وتشعر بأن صدرك امتلأ بالطاقة والسعادة. أمّا السماء، فهي صافية زرقاء كأنها بحر واسع لا نهاية له، تتناثر فيه خيوط رفيعة من الغيوم البيضاء.
أرى الشمس تشرق من بعيد، ترتفع ببطء وكأنها تبتسم للعالم. ومع طلوعها، تتلألأ قطرات الندى فوق أوراق الأشجار والعشب الأخضر، كأنها حبات من اللؤلؤ اللامع. أسمع خرير الماء من البئر الصغيرة في الحديقة، وصوت الديكة في الحيّ وهي تعلن بداية يوم جديد.
حتى الشوارع تبدو مختلفة في الصباح؛ الناس يمشون بخطوات نشيطة نحو أعمالهم ومدارسهم، والسيارات قليلة، والهدوء يغمر المكان. يحب أبي هذا الوقت كثيرًا، فيجلس أمام البيت يشرب قهوته، بينما أمي تجهز الفطور وتملأ رائحة الخبز والنعناع الهواء وكأنها تقول لنا: "استعدوا ليوم جميل!".
أحبّ الصباح لأنه يجعلني أشعر بالأمل، وأشعر أن كل شيء يمكن أن يبدأ من جديد. في الصباح أقرر أن أدرس بجد، وأساعد في البيت، وأبتسم لكل من أراه. إنه وقت يمنحني قوة وطمأنينة، ويجعلني أحب الحياة أكثر.
إن الصباح ليس مجرد بداية النهار، بل هو لحظة سحرية تُنعش الروح، وتوقظ الحواس، وتمنح القلب فرحًا لا يشبه أي وقت آخر.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire