انتاج كتابي حول الصداقة و الفراق - رابعة إبتدائي
المقدمة
كانت عطلة الربيع تقترب شيئًا فشيئًا، وفجأة وصلني ظرف صغير يحمل خطّ جدّتي زينب. فتحت الرسالة بسرعة، فقرأت كلماتها الدافئة وهي تدعوني لزيارتها في مدينة عين دراهم، المدينة التي أحبها والتي تحمل ذكريات كثيرة. امتلأ قلبي فرحًا، وبدأت أعدّ الأيام بشوق حتى يحين موعد الرحلة. لم أكن أعلم أنّ هذه العطلة ستمنحني صديقًا جديدًا يدخل حياتي فجأة… ويترك فيها أثرًا لا يُنسى.
شعرت بحماس كبير، وبدأت أجهّز حقيبتي، أرتّب ثيابي وأضع قصصي المفضلة، وأنا أتخيّل نفسي أجري بين الغابات وأستنشق الهواء النقي. كنت أقول في نفسي: "يا لها من عطلة ستكون!"
شعرت بحماس كبير، وبدأت أجهّز حقيبتي، أرتّب ثيابي وأضع قصصي المفضلة، وأنا أتخيّل نفسي أجري بين الغابات وأستنشق الهواء النقي. كنت أقول في نفسي: "يا لها من عطلة ستكون!"
الجوهر
حلّ اليوم الموعود، فنهضت منذ بزوغ الفجر، والديك يعلن بداية يوم جديد. حملت حقيبتي وركبت السيارة مع أبي. انطلقت السيارة تشقّ الطريق بين الجبال، وكنت أطلّ من النافذة كالعاشق للطبيعة. رأيت الأشجار العالية تهتزّ مع الرياح، والغيوم البيضاء تسبح في السماء، والضباب الخفيف يعانق قمم الجبال. كانت المناظر جميلة لدرجة جعلتني أنسى طول الطريق.
عندما وصلنا أخيرًا، سارعت إلى باب جدّتي. ما إن رأتني حتى فتحت ذراعيها وضمّتني بقوة، وغطّت وجهي بوابل من القبلات. كانت ابتسامتها دافئة كأنها شمس تشرق في يوم شتاء بارد. شعرت بالأمان والراحة، وعرفت أنّ عطلة مميّزة بدأت.
قضيت الأيام الأولى أتنقّل بين الغابات وأستمتع بهدوء الطبيعة. وفي يوم مشمس، بينما كنت ألعب قرب منزل جدتي، اقترب منّي صبي في مثل عمري. كان اسمه مراد. كان طويل القامة، أسمر البشرة، عيناه يشعّ منهما ذكاء وهدوء، وصوته لطيف كأنه نَسيم صباحي. رحّب بي بابتسامة واسعة، ولم أشعر بالغربة معه.
بدأنا اللعب معًا، أولًا بخجل، ثم بمرح لا حدود له. كنا نتسابق على العشب الأخضر، نقفز فوق جذوع الأشجار، ونركض خلف الفراشات. أحيانًا نذهب إلى مكتبة صغيرة قرب منزل جدتي، فنختار قصصًا ممتعة ونقرأها تحت ظل شجرة كبيرة. شيئًا فشيئًا، أصبحت صداقتنا أقوى من أي شيء، كأننا عرفنا بعضنا منذ سنوات طويلة.
كنا نتحدث عن أحلامنا الصغيرة: ماذا نريد أن نصبح؟ ماذا نحب؟ ماذا نخاف؟ وكان مراد دائمًا يستمع إليّ باهتمام ويشاركني أفكاره بهدوء وحكمة. أحسست أنني وجدت الصديق الذي يفهمني حقًا.
لكن… لكل قصة جميلة لحظة صعبة.
مرت الأيام بسرعة، أسرع مما تمنيت، وجاء اليوم الذي كنت أخشاه. انتهت العطلة، وفتحت المدارس أبوابها من جديد. حملت حقيبتي وأنا أشعر كأنها أثقل من الجبال. عندما ودعت مراد، لم أستطع منع دموعي من النزول. كان الفراق كالسكين في قلبي.
وقف مراد بجانبي وقال بصوت حزين:
"لا تحزن… الصداقة الحقيقية لا تنتهي."
كانت كلماته كالبلسم على قلبي، لكنها لم تمنع الألم.
عندما وصلنا أخيرًا، سارعت إلى باب جدّتي. ما إن رأتني حتى فتحت ذراعيها وضمّتني بقوة، وغطّت وجهي بوابل من القبلات. كانت ابتسامتها دافئة كأنها شمس تشرق في يوم شتاء بارد. شعرت بالأمان والراحة، وعرفت أنّ عطلة مميّزة بدأت.
قضيت الأيام الأولى أتنقّل بين الغابات وأستمتع بهدوء الطبيعة. وفي يوم مشمس، بينما كنت ألعب قرب منزل جدتي، اقترب منّي صبي في مثل عمري. كان اسمه مراد. كان طويل القامة، أسمر البشرة، عيناه يشعّ منهما ذكاء وهدوء، وصوته لطيف كأنه نَسيم صباحي. رحّب بي بابتسامة واسعة، ولم أشعر بالغربة معه.
بدأنا اللعب معًا، أولًا بخجل، ثم بمرح لا حدود له. كنا نتسابق على العشب الأخضر، نقفز فوق جذوع الأشجار، ونركض خلف الفراشات. أحيانًا نذهب إلى مكتبة صغيرة قرب منزل جدتي، فنختار قصصًا ممتعة ونقرأها تحت ظل شجرة كبيرة. شيئًا فشيئًا، أصبحت صداقتنا أقوى من أي شيء، كأننا عرفنا بعضنا منذ سنوات طويلة.
كنا نتحدث عن أحلامنا الصغيرة: ماذا نريد أن نصبح؟ ماذا نحب؟ ماذا نخاف؟ وكان مراد دائمًا يستمع إليّ باهتمام ويشاركني أفكاره بهدوء وحكمة. أحسست أنني وجدت الصديق الذي يفهمني حقًا.
لكن… لكل قصة جميلة لحظة صعبة.
مرت الأيام بسرعة، أسرع مما تمنيت، وجاء اليوم الذي كنت أخشاه. انتهت العطلة، وفتحت المدارس أبوابها من جديد. حملت حقيبتي وأنا أشعر كأنها أثقل من الجبال. عندما ودعت مراد، لم أستطع منع دموعي من النزول. كان الفراق كالسكين في قلبي.
وقف مراد بجانبي وقال بصوت حزين:
"لا تحزن… الصداقة الحقيقية لا تنتهي."
كانت كلماته كالبلسم على قلبي، لكنها لم تمنع الألم.
الخاتمة
عدت إلى منزلي، لكن قلبي بقي هناك، بين الغابات والجبال، مع صديقي مراد. ورغم الحزن، قررنا ألا ندع الفراق يهزم صداقتنا. وعدته بأن نتواصل يوميًا عبر الهاتف، وأن نتبادل الرسائل والصور، وأن نلتقي من جديد في العطلة الصيفية.
تعلّمت من هذه التجربة أنّ الصداقة كنز ثمين، وأن الفراق مهما كان مؤلمًا، لا يستطيع أن يمحو الذكريات الجميلة ولا أن يضعف الروابط الصادقة. فقد يبتعد الجسد، لكن القلب يبقى قريبًا… قريبًا جدًا.
تعلّمت من هذه التجربة أنّ الصداقة كنز ثمين، وأن الفراق مهما كان مؤلمًا، لا يستطيع أن يمحو الذكريات الجميلة ولا أن يضعف الروابط الصادقة. فقد يبتعد الجسد، لكن القلب يبقى قريبًا… قريبًا جدًا.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire