lundi 15 décembre 2025

إنتاج كتابي حول التعاون عند الحيوانات

إنتاج كتابي حول التعاون عند الحيوانات

في صباح يوم ربيعي مشمس، وعندما أرسلت الشمس أشعتها الذهبية فوق الغابة المجاورة، خرج الصياد كعادته للتنزّه والبحث عن طريدة يسدّ بها رمقه. وما إن وصل إلى المكان المقصود حتى نصب شبكته بعناية، وغطّاها بالأعشاب والحشائش بعد أن نثر فوقها الحبّ ليجذب الطيور إليها. ثم اختبأ خلف شجرة كثيفة في مكان لا يراه فيه أحد.

ومضت لحظات قليلة قبل أن يقترب سرب من الحمام، وبدأ يلتهم الحبّ بشراهة غير منتبهة للفخ المنصوب. عندها تقدّم الصياد بخطوات خفيفة وهو يفرك يديه من شدّة الفرح، وقد ارتسمت علامات البشر على وجهه. لكنه لم يهنأ طويلاً، فقد لاحظ الحمام الخطر وتضامن أفراده معًا، فاقتلعوا الشبكة وطاروا بها عاليًا مبتعدين عن الصيّاد.

وقف الرجل مذهولًا، تشتعل عيناه غضبًا وقد تطاير الشرر منهما، وخرج الزبد من فمه من شدّة الغيظ. لكنه لم يفقد الأمل، فظلّ يتابع السرب إلى أن حطّ في إحدى مناطق العمران.

هناك تذكّرت حمامة من السرب صديقها الفأر، فنزلت تبحث عنه. وجدته في جحره الصغير معتكفًا، فخاطبته قائلة:
"لقد وقعتُ في ورطة، فما الحل يا صديقي؟"

ردّ الفأر متهكّمًا:
"عرفتك دائمًا ذكية وفطنة، فكيف وقعتِ في هذا المأزق؟"

أجابته الحمامة بحزن:
"لقد اقتلعنا الشبكة سابقًا بالتعاون، لكن هذه المرة لم ينجح الأمر."

ابتسم الفأر وقال بحكمة:
"أحسنتم صنعًا بتضامنكم. فالعود محميّ بحزمته وضعيفٌ إذا كان منفردًا."

ثم تقدّم بشجاعته المعهودة، وبدأ يقطع الشبكة بأسنانه الحادة حتى خلص سرب الحمام من الموت المحقق. عندها رفرفت الحمامات فرحًا وشكرته على مساعدته، ثم طارت إلى السماء متكاتفة كما كانت دائمًا.

وهكذا أثبتت الحيوانات أنّ التعاون قوة، وأنّ اليد الواحدة لا تصفق، لكن باتحاد الجهود يمكن تجاوز أصعب المصاعب

0 commentaires

Enregistrer un commentaire