مقارنة بين منهجيّة الموضوع الإنشائي والنص الحجاجي
يُبنى الموضوع الإنشائي عادةً على سردٍ حكائي أو وصفي، ويمنح التلميذ حريّة واسعة في استعمال الخيال، والتوسّع في الأحداث، والتفنّن في التصوير.
في المقدّمة ، يعتمد الكاتب تمهيدًا سرديًّا يمهّد للموضوع، ثمّ يذكر الحدث القادح الذي ينطلق منه النص.
في جوهر الموضوع ، يتابع تفصيل الأحداث وفق تسلسل منطقي، ويتدرّج في الوصف أو السرد مدعومًا بالحوار أحيانًا لإضفاء الحيويّة.
أمّا الخاتمة، فهي لحظة إنهاء للسرد أو نتيجة طبيعيّة للأحداث، يُبرز فيها التلميذ أثر ما حدث على الشخصيات أو على نفسه.
أمّا النص الحُجَاجي ، فيقوم على الدفاع عن رأيٍ أو موقفٍ معيّن اعتمادًا على حججٍ واضحة ومواقف مدعومة.
في مقدّمته ، يقدّم الكاتب تهيئة تمهّد للموضوع، ثم يطرح الأطروحة التي سيدافع عنها.
في الجوهر ، يعرض المتعلم حججًا عقليّة وعاطفيّة وأمثلة واقعية تدعم رأيه، وقد يستعمل الحجّة والبرهان والمقارنة لتأكيد موقفه. كما يردّ – بشكلٍ غير مباشر – على الأطروحة المضادّة.
أما الخاتمة ، يعيد الكاتب التأكيد على رأيه ويبيّن أثره النفسي أو الاجتماعي أو السلوكي.
من خلال هذا الاختلاف، يتضح أنّ الموضوع الإنشائي فنّ يركّز على السرد والتصوير، بينما النص الحجاجي يقوم على الإقناع والدفاع عن فكرة. ولكلّ منهما قيمته في تنمية قدرات التلميذ اللغويّة والفكريّة، إذ يمنح الأول مساحة للإبداع والخيال، بينما يعزّز الثاني مهارات التفكير والنقد وتبنّي المواقف.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire