mardi 2 décembre 2025

شرح نص هذا ما كنت أطلب - بكالوريا آداب - الرواية العربية

شرح نص هذا ما كنت أطلب

التقديم :

يرد هذا النص في سياق التجربة الوجودية التي يخوضها أبو هريرة في بحثه عن الحقيقة المطلقة وبلوغ "النهاية". يتأسس المشهد على رحلة ليلية فوق جبل مرعب، تتخللها ظلمة حالكة وصوت هاتف ينادي برموز صوفية عليا، ينتهي معها أبو هريرة إلى فناء الجسد وارتقاء الروح نحو "البعث الآخر".

الموضوع :

يتناول النص رحلة كشف روحي يتوق فيها أبو هريرة إلى بلوغ الحقيقة الإلهية وتوحيد النفس بالمطلق، فيبلغ ذروة الوجد الصوفي باستجابة النداء ثم يغيب في النهاية غيابًا يوحي بالتحول إلى طور آخر من الوجود.

التقسيم :

  1. وصف مسيرة الصعود: ظلام الجبل، شعور الخوف، بداية التحوّل.

  2. لحظة النداء: هاتف غيبي بصوت شعري يجلّي معنى الحق والحب والشوق المطلق.

  3. رجع الصدى والنهاية: استجابة أبي هريرة، الذروة الروحية، الغياب الغامض في الهاوية.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم والتحليل :

1- الأقسام هي: المقدمة (سرد الصعود)، الهاتف (نداء الكشف)، ورجع الصدى (استجابة أبي هريرة). الهاتف صوت الحقيقة، ورجع الصدى هو لحظة الاتحاد الداخلي بها، علاقة بين دعوة روحية واستجابة وجدانية.

2- أبرز الإشارات: "الحق، الأزل، الغيب، الكشف، البعث، الحب المطلق". مقصدها كشف طبيعة التجربة الصوفية وبلوغ مقام الفناء والتوحد مع الحقيقة العليا.

3- العالم الموجود: ظلام، خوف، جوع روحي، محدودية الإنسان. العالم المنشود: نور، كشف، أزل، اتحاد بالمطلق، تجاوز حدود الجسد.

4- ذكر ابنته رمزٌ للجراح الإنسانية وآخر خيط بالوجود المادي، يظهر هشاشته قبل الانفصال والتحول نحو المطلق.

5- تضافرت العبارات ذات الإيقاع المتواتر، لغة النور، النداءات المتسامية، والرموز المطلقة، فارتفع النص إلى طاقة روحية وتعبير وجداني أقرب للإنشاد الصوفي.

6- وظيفة الشعر: التعبير عن لحظة الكشف التي يعجز عنها النثر، وإبراز البعد الروحي وتكثيف الرموز، ونقل التجربة الصوفية بنبرة شفافة.

7- لا. أبو هريرة رأى النهاية كشفًا وبلوغًا للمطلق، بينما أبو المدائن فهمها سقوطًا جسديًا وظاهرة مادية.

8- الغموض نابع من الليل، الجبل، الصدى، الدم، اختفاء الصوت. النهاية تتصل بفكرة "البعث الآخر" باعتبارها فناء الجسد وعبور الروح إلى مرتبة أعلى لا يُدرَك بالعقل بل بالذوق الصوفي.

النقاش :

الخاتمة منسجمة مع المسار الصوفي للشخصية؛ الرحلة بلغت مقام الفناء، والتحول الرمزيّ طبيعي أمام شدة التوق والكشف. حضور الشعر في الذروة يؤكد نظر المسعدي للشعر كلسان الوجدان الروحي الذي يعجز عنه النثر، إذ تتجلّى به وحدة النفس والحقيقة.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire