تعبير عن التسامح
يُعتبر التسامح إحدى أجمل القيم الإنسانية التي تجعل حياتنا أكثر هدوءاً وسعادة. فعندما نتسامح مع الآخرين، فإننا نختار طريق المحبة بدلاً من الحقد، ونختار الصداقة بدلاً من العداء. والتسامح يعني أن نغفر لمن أخطأ في حقّنا، وأن نقدّر أنّ كل إنسان يمكن أن يخطئ، وأن لكلّ واحد فرصة ليصحّح خطأه.
التسامح ليس كلمة نقولها فقط، بل هو سلوك نعبّر عنه في حياتنا اليومية. فعندما يعتذر صديق بعد سوء تفاهم، ونتقبّل اعتذاره، فهذا تسامح. وعندما يساعد الأخ أخاه رغم خلاف بسيط، فهذا أيضاً تسامح. وحتى في المدرسة، عندما نشارك زملاءنا ونبتعد عن المشاجرات، فنحن نمارس التسامح دون أن نشعر.
وقد تعلّمنا من ديننا ومن قيمنا العربية أنّ التسامح قوة، لا ضعف. فالقلب القادر على الصفح هو قلب شجاع، لأن الغضب والانفعال سهلان، أما ضبط النفس فليس سهلاً. كما أن الشخص المتسامح محبوب بين الناس، لأن الجميع يشعرون بالراحة عندما يتعاملون معه.
وللتسامح آثار كبيرة في المجتمع. فهو يخفّف من النزاعات، وينشر روح التعاون بين الناس. فالمجتمعات التي يسود فيها التسامح تكون أكثر تقدّمًا، لأن أفرادها يعملون معًا دون حقد أو كراهية. وحتى داخل الأسرة، يجعل التسامح الجوّ أكثر دفئاً ومحبّة، ويقوّي العلاقات بين أفرادها.
وفي حياتنا اليومية، علينا أن نتذكر أنّ كلّ خلاف يمكن أن يُحلّ بالكلمة الطيبة، وأن الابتسامة قد تمحو الكثير من التوتر. وإذا حاول كل واحد منا أن يكون متسامحاً، حتى في أصغر المواقف، فإننا سنبني مستقبلاً أفضل لأنفسنا وللآخرين.
وخلاصة القول، إن التسامح ليس مجرد صفة، بل هو أسلوب حياة. وإذا جعلناه عادة يومية، سنعيش بقلوب مطمئنة، وسنزرع حولنا البهجة والسلام.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire